كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 22 """"""
وقولهم : " جعجعةً ولا أرى طحناً " : يضرب لمن يعد ولا يفي ؟ وقولهم : " جرى منه مجرى اللدود " وهو ما يصب في أحد شقي الفم من الدواء ، يضرب لمن يبغض ويكره .
وقولهم : " جماعةٌ على أقذاء " . معناه اجتماع بالأبدان ، وافتراق بالقلوب ، وهو بمعنى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) " هدنةٌ على دخن " : يضرب لمن يضمر أذى ويظهر صفاء .
وقولهم : " جار كجار أبي دؤاد " يعنون كعب بن مامة فإنه كان إذا جاوره رجل فإن مات وداه ، وإن هلك له بعير أو شاة أخلف عليه ، فضربت به العرب المثل في حسن الجوار ، قال طرفة
إني كفاني من أمر هممت به . . . جارٌ كجار الحذاقي الذي اتصفا
والحذاقي هو أبو دؤاد .
وقولهم : " جدع الحلال أنف الغيرة " قاله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليلة زفت فاطمة إلى علي رضي الله عنهما .
وقولهم : " جوع كلبك يتبعك " . أول من قال ذلك ملك من ملوك حمير كان جائرا على أهل مملكته يسلبهم ما في أيديهم وإن امرأته سمعت صوت السؤال فقالت : إني لأرحم هؤلاء وإني لأخاف أن يكونوا عليك سباعا ، بعدما كانوا لك أتباعا ، فقال : جوع كلبك يتبعك ، ثم إنه غزا بهم ولم يقسم عليهم شيئا فقالوا لأخ له : قد ترى ما نحن فيه من الجهد ونحن نكره خروج الملك عنكم إلى غيركم فساعدنا على قتل أخيك واجلس مكانه ، فوافقهم على ذلك ، ثم وثبوا على الملك فقتلوه ، فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول ، فقال : ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه ، فأرسلها مثلا ، والمثل يضرب في اللئام وما ينبغي أن يعاملوا به .
وقولهم : " جاءتهم عواناً غير بكر " أي مستحكمة غير ضعيفة يريدون حربا أو داهية عظيمة .