كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 23 """"""
وقولهم : " جاء بصحيفة المتلمس " إذا جاء بالداهية ، وكان من خبر صحيفة المتلمس أن المتلمس وطرفة قدما على عمرو بن المنذر بن امرىء القيس فجعلهما في صحابة قابوس بن المنذر أخيه وأمرهما بلزومه ، وكان قابوس شابا يعجبه اللهو ، فطال بقاؤهما عنده ، فهجا طرفة عمرا بأبيات فبلغته فاستدعاهما فحباهما بحباء وكتب معهما إلى أبي كرب عامله على هجر أن يقتلهما ، وقال : قد كتبت لكما بحباء ومعروف ، فلما صدرا من عنده ، قال المتلمس لطرفة : هل لك في كتابينا ، فإن كان فيهما خير مضينا له ، وإن كان شرا اتقيناه ، فأبي طرفة وقرأ المتلمس كتابه فإذا فيه السوءة فألقاه في الماء وقال لطرفة : ألق كتابك فأبى ومضى بكتابه ، قال : ومضى المتلمس حتى لحق بملوك بني جفنة بالشام وسار طرفة بكتابه ، فلما انتهى إلى العامل قتله .
وقولهم : " جندلتان اصطكتا " : يضرب لقرنين يتصاولان .
وقولهم : " جزيته حذو النعل بالنعل " : للمكافأة .
وقولهم : " جاءوا على بكرة أبيهم " أي جاءوا جميعاً لم يتخلف منهم أحد . وقيل : بل البكرة تأنيث البكر ، يصفهم بالقلة أي بحيث تحملهم بكرة أبيهم . وقيل بل البكرة التي يستقي عليها ، معناه جاءوا بعضهم يتلو بعضا كدوران البكرة على نسق واحد ، وقيل : المراد بالبكرة الطريقة كأنهم جاءوا على طريقة أبيهم ، وقال ابن الأعرابي : البكرة : جماعة من الناس أي بأجمعهم .
وقولهم : " جاوز الحزام الطبيين " : يضرب في تجاوز الحد .

الصفحة 23