كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 24 """"""
حرف الحاء
وقولهم : " حرك لها حوارها تحن " الحوار : ولد الناقة ، والجمع القليل أحورة والكثير حوران وحيران ، معناه ذكره بعض أشجانه يهج له ، قاله عمرو بن العاص لمعاوية حين أراد أن يستنصر أهل الشام ، أي أرهم دم عثمان على قميصه .
وقولهم : " حلبتها بالساعد الأشد " أي أخذتها بالقوة إذ لم يتأت بالرفق .
وقولهم : " حذو القذة بالقذة " أي مثلا بمثل : يضرب في التسوية بين الشيئين ، ومثله : حذو النعل بالنعل ، وقد تقدم . وقولهم : " حلب الدهر أشطره " معناه أنه اختبر الدهر شطري خيره وشره فعرف ما فيه .
وقولهم : " حسبك من غنًى شبعٌ ورى " ، قال امرؤ القيس
إذا ما لم تكن إبل فمعزي . . . كأن قرون جلتها العصى
فتملا بيتنا أقطاً وسمناً . . . وحسبك من غنًى شبعٌ ورى
قال أبو عبيدة : يحتمل معنيين أحدهما أعط كل ما كان لك وراء شبعك وريك ، والآخر القناعة باليسير .
وقولهم : " حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق " أي اكتف بالقليل عن الكثير .
وقولهم : " حسبك من شرٍ سماعه " أي اكتف بسماعه ولا تعاينه ، قال : ويجوز أن يريد يكفيك سماع الشر وإن لم تقدم عليه ولم تنسب إليه ، والمثل قالته فاطمة بنت الخرشب من بني أنمار بعض بن بغيض أم الربيع بن زياد ، وذلك أن ابنها الربيع كان أخذ من قيس بن زهير بن جذيمة درعا ، فتعرض قيس لأم الربيع وهي على راحلتها فأراد أن يذهب بها ليرتهنها بالدرع ، فقالت له : أين عزب عنك عقلك يا