كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 25 """"""
قيس ؟ أترى بني زياد مصالحيك وقد ذهبت بأمهم يمينا وشمالا وقال الناس ما قالوا وشاءوا ، وإن حسبك من شر سماعه ، فذهبت كلمتها مثلا تقول : كفى بالمقالة عارا وإن كان باطلا .
وقولهم : " حلقت به عنقاء مغرب " : يضرب لما يئس منه ، قال الشاعر
إذا ما ابن عبد الله خلى مكانه . . . فقد حلقت بالجود عنقاء مغرب
قال الميداني : والعنقاء طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم يقال : كان بأرض الرس جبل يقال له : دمخ مصعد في السماء ، وكان يأتيه طائر عظيم لها عنق طويلة ، وهي من أحسن الطير ، فيها من كل لون ، وكانت تقع منتصبة وتنقض على الطير فتأكلها ، فجاعت يوما وأعوزها الطير فانقضت على صبي فذهبت به فسميت عنقاء مغرب : لأنها تغرب بكل ما تأخذه ، ثم انقضت على جارية حين ترعرعت فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين ثم طارت ، فشكوا ذلك إلى نبيهم : خالد بن صفوان ، فقال : اللهم خذها واقطع نسلها وسلط عليها آفة فأصابتها صاعقة فاحترقت فضربتها العرب مثلا .
قال عنترة بن الأخرس الطائي في مرثية خالد بن زيد
لقد حلقت بالجود عنقاء كاسرٌ . . . كفتخاء دمخ حلقت بالحزور
فما إن لها بيضٌ فيعرف بيضها . . . ولا شبه طير منجدٍ أو مغور
وقولهم : " حتام تكرع ولا تنقع " كرع إذا تناول الماء بفيه من موضعه : يضرب للحريص في جمع الشيء .