كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 28 """"""
حرف الراء
وقولهم : " رمتني بدائها وانسلت " أصل هذا المثل : أن سعد بن زيد مناة تزوج رهم ابنة الخزرج ، وكانت من أجمل النساء ، وكان ضرائرها إذا سابينها يقلن لها : يا عفلاء ، فقالت لها أمها : إذا ساببنك فابدئيهن بذلك ، ففعلت رهم ذلك مع ضرتها ، فقالت : رمتني بدائها وانسلت ، فذهبت مثلا : يضرب لمن يعير الآخر بما هو يعير به .
وقولهم : " رماه بثالثة الأثافي " وهي قطعة من الجبل يوضع إلى جنبها حجران وينصب عليها القدر : يضرب لمن رمى بداهية عظيمة .
وقولهم : " رب صلفٍ تحت الراعدة " الصلف : قلة الخير ، والراعدة : السحابة ذات الرعد : يضرب للبخيل مع السعة .
وقولهم : " رجع بخفي حنين " أصله أن حنينا كان إسكافا بالحيرة وساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه ، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين الخفين فألقى أحدهما على طريق الأعرابي ، ثم ألقى الآخر بموضع آخر على طريقه ، فلما مر الأعرابي بالخف الأول قال : ما أشبه هذا بخف حنين ولو كانا خفين لأخذتهما ، ثم مر بالآخر فندم على ترك الأول فأناخ راحلته وانصرف إلى الأول وقد كمن له حنين ، فأخذ الراحلة وذهب بها وأقبل الأعرابي إلى أهله ليس معه غير خفي حنين ، فذهبت مثلا : يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة .
وقولهم : " رب ساعٍ لقاعد ، وآكلٍ غير حامد " أول من قاله النابغة الذبياني ، وكان سبب ذلك أن وفداً وفد إلى النعمان وفيهم رجل من بني عبس يقال له : شقيق ، فمات عنده ، فلما حبا النعمان الوفود بعث بحبائه إلى أهله ، فقال النابغة في ذلك .
أتى أهله منه حباءٌ ونعمةٌ . . . ورب امرىءٍ يسعى لآخر قاعد