كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 29 """"""
وقولهم : " رب ملوم لا ذنب له " قاله أكثم بن صيفي ، معناه قد ظهر للناس منه أمر أنكروه عليه وهم لا يعرفون عذره ، وقيل : إن رجلا قال للأحنف ابن قيس : أنا أبغض التمر والزبد ، فقال : رب ملوم لا ذنب له .
وقولهم : " رب كلمةٍ تقول لصاحبها دعني " : يضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار ، ذكروا أن ملكا من ملوك حمير خرج إلى الصيد ومعه نديم له فوقفا على صخرة ملساء ، فقال النديم : لو أن إنسانا ذبح على هذه الصخرة إلى أين كان يبلغ دمه ، فأمر بذبحه ، وقال : رب كلمة تقول لصاحبها دعني .
ومثله قولهم : " رب رأسٍ حصيد لسان " : يضرب للأمر بالسكوت .
وقولهم : " رد الحجر من حيث جاءك " : أي لا تقبل الضيم وارم من رماك .
حرف الزاي
وقولهم : " زين في عين والدٍ ولده " : يضرب في عجب الرجل برهطه .
وقولهم : " زاحم بعود أو دع " أي لا تستعن إلا بأهل السن والتجربة .
وقولهم : " زوجٌ من عود ، خير من قعود " ، قالته بعض نساء العرب ، قالوا : كان ذو الإصبع العدواني غيورا ، وله بنات أربع ، وكان لا يزوجهن غيرة عليهن ، فاستمع عليهن يوما وقد خلون يتحدثن ، فقالت إحداهن : لتقل كل واحدة منا ما في نفسها ، ولنصدقن جميعا ، فاشتهت كل واحدة من الثلاثة زوجا وصفت من جماله وكماله وسعة حاله ، ثم أبت الصغرى أن تتكلم ، فقالوا : لا بد أن تقولي ، وألحوا عليها ، فقالت : زوجٌ من عود ، خيرٌ من قعود ، فزوجهن .
وقولهم : " زرغباً تزدد حباً " قاله معاذ بن صرم الخزاعي ، وكانت أمه من عك ، وكان يكثر من زيارة أخواله ، فأقام فيهم زماناً ، ثم خرج يتصيد مع بني

الصفحة 29