كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 32 """"""
وقولهم : " شغل الحلي أهله أن يعارا " : يضرب للمسؤل شيئا هو إليه أحوج من السائل .
وقولهم : " شب عمروٌ عن الطوق " قاله جذيمة الأبرش ، وعمرو هذا هو ابن أخته وهو عمرو بن عدي بن نصر .
حرف الصاد
قولهم : " صبراً على مجامر الكرام " قال ذلك يسار الكواعب ، وكان عبدا أسود يرعى لأهله إبلاً ضخمة ، وكان معه عبد يراعيه ، فمر أهله يوما سائرين بحذاء الإبل التي يرعاها ، فعمد إلى لقوح فحلبها في علبة ، حتى ملأها ثم مشى بها ، وكان أفجح الرجلين ، حتى أتى بها ابنة مولاه يسقيها ، وهي راكبة على جملها ، فنظرت إلى رجليه فتبسمت ، ثم شربت اللبن وجزته خيرا ، فانطلق فرحا حتى أتى صاحبه ، فقص عليه القصة ، فقال : اسخر بنفسك ولا تسخر ببنات الأحرار ، فقال : والله لقد دحكت إلى دحكةً لا أخيبها ، يريد : ضحكت : وكان أعجمي اللسان ، ثم باتا فقام فحلب في علبة فملأها ، ثم أتى ابنة مولاه ، فنبهها من نومها فاستيقظت وشربت ، ثم اضطجعت وجلس يسار حيالها ، فقالت : ما حاجتك ؟ فقال : ما أعلمك بحاجتي فقالت : لا والله فما هي ؟ قال : ذاك الرجل الذي حكت إلي . فقالت : حياك الله ، وقامت إلى سفطٍ لها فأخرجت منه بخورا ودهنا طيبا وعمدت إلى موسى كانت تحف به الشعرة وأخذت مجمرة فيها ناراً فيها نار ، فوضعت عليها البخور ووضعتها تحته ، وطأطأت كأنها تصلح البخور ، فعمدت إلى مذاكيره فمسحتها بالموسى ، فلما أحس بحرارة الحديد ، قال : صبراً على مجامر الكرام ، ثم أومأت إلى أنها تدهنه وقالت : إن هذا دهن طيب ، إلا أن فيه حرارةً

الصفحة 32