كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 320 """"""
وقال المنصور لبعض الخوارج عليه وقد ظفر به : أخبرني عن أصحابي ، أيهم كان أشد إقداما في المبارزة ، قال : لا أعرف وجوههم مقبلين وإنما أعرف أقفيتهم مدبرين ، فقل لهم : يدبروا لأعرفك أيهم كان أشد فرارا .
وقال ابن الرومي في سليمان بن عبد الله بن طاهر :
قرن سليمان قد أضربه . . . شوقٌ إلى وجهه سيدنفه
لا يعرف القرن وجهه ويرى . . . قفاه من فرسخٍ فيعرفه
وقال حسان بن ثابت يعير الحارث ابن هشام بفراره يوم بدر :
إن كنت كاذبة الذي حدثتني . . . فنجوت منجى الحارث بن هشام
لأحبة لم يقاتل دونهم . . . ونجا برأس طمرةٍ ولجام
ملأت به الفرجين فارمدت به . . . وثوى أحبته بشر مقام
وقال أبو الفرج الأصفهاني : وكان أبو حية النميري وهو الهيثم بن الربيع ابن زرارة جبانا بخيلا كذابا ، قال ابن قتيبة : وكان له سيف يسميه ، لعاب المنية ، ليس بينه وبين الخشبة فرق ، قال : وكان أجبن الناس ، قال : فحدثني جار له ، قال : دخل ليلة إلى بيته كلب فظنه لصا ، فأشرفت عليه ، وقد انتضى سيفه وهو واقف في وسط الدار يقول : أيها المغتر بنا ، المجتريء علينا ، بئس والله ما اخترت لنفسك ، خيرٌ قليل ، وسيفٌ صقيل ، لعاب المنية الذي سمعت به ، مشهورة ضربته ، لا تخاف نبوته ، اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك ، إني والله إن أدع قيسا إليك لا تقم لها ، وما قيس ؟ تملأ والله الفضاء خيلا ورجلا ، سبحان الله ما أكثرها وأطيبها فبينا هو كذلك ، إذا الكلب قد خرج ، فقال : الحمد لله الذي مسخك كلبا ، وكفانا حربا .