كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 321 """"""
ومن أبلغ ما قيل في الجبن من الشعر القديم ، قول الشاعر :
ولو أنها عصفورة لحسبتها . . . مسومةً تدعو عبيدا وأرنما
ومثله قول عروة بن الورد :
وأشجع قد أدركتهم فوجدتهم . . . يخافون خطف الطير من كل جانب
وقال آخر :
ما زلت تحسب كل شيء بعدهم . . . خيلا تكر عليهم ورجالا
وقول أبي تمام :
موكلٌ بيفاع الأرض يشرفه . . . من خفة الخوف لا من خفة الطرب
وقال ابن الرومي :
وفارسٍ أجبن من صفردٍ . . . يحول أو يغور من صفره
لو صاح في الليل به صائحٌ . . . لكانت الأرض له طفره
يرحمه الرحمن من جبنه . . . فيرزق الجند به النصره
ومن أخبار الفرارين الذين حسنوا الفرار على قبحه
قال صاحب كليلة ودمنة : إن الحازم يكره القتال ما وجد بداً منه ، لأن النفقة فيه من النفس ، والنفقة في غيره من المال .
وقالوا : من توقى سلم ، ومن تهور ندم .
وقال عبد الله بن المقفع : الشجاعة متلفة ، وذلك أن المقتول مقبلا أكثر من المقتول مدبرا ، فمن أراد السلامة فليؤثر الجبن على الشجاعة .
وليم بعض الجبناء على جبنه ، فقال : أول الحرب شكوى ، وأوسطها نجوى ، وآخرها بلوى .