كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 324 """"""
الحرة من جيش مسلم بن عقبة ، فلما حاصر الحجاج عبد الله بن الزبير بمكة جعل يقاتل أهل الشام ويرتجز :
أنا الذي فررت يوم الحره . . . والشيخ لا يفر إلا مرة
فاليوم أجزى كرةً بفره . . . لا بأس بالكرة بعد الفره
ولم يزل يقاتل حتى قتل ، قال الفرار السلمي :
وفوارسٍ لبستها بفوارس . . . حتى إذا التبست أملت بهايدي
وتركتهم نقض الرماح ظهورهم . . . من بين مقتولٍ وآخر مسند
هل ينفعني أن تقول نساؤهم . . . وقتلت دون رجالهم لا تبعد
وقال آخر :
قامت تشجعني هندٌ فقلت لها . . . إن الشجاعة مقرون بها العطب
لا والذي منع الأبصار رؤيته . . . ما يشتهي الموت عندي من له أرب
للحرب قوم أضل الله سعيهم . . . إذا دعتهم إلى نيرانها وثبوا
وقيل لجبان في بعض الوقائع : تقدم ، فقال :
وقالوا : تقدم قلت لست بفاعل . . . أخاف على فخارتي أن تحطما
فلو كان لي رأسان أتلفت واحدا . . . ولكنه رأس إذا زال أعقما
وأوتم أولادا وأرمل نسوة . . . فكيف على هذا ترون التقدما
ذكر ما قيل في الحمق والجهل
قالوا : الحمق قلة الإصابة ، ووضع الكلام في غير موضعه ، وقيل : هو فقدان ما يحمد من العاقل ، وقيل لعمر بن هبيرة : ما حد الحمق ؟ قال : لا حد له كالعقل .