كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 333 """"""
فضيحتها بمقالة ، فما صح من صدقه نسب إلى غيره ، وما صح من كذب غيره نسب إليه .
ويقال : الكذب جماع النفاق ، وعماد مساويء الأخلاق ، عارٌ لازم ، وذل دائم ، يخيف صاحبه نفسه وهو آمن ، ويكشف ستر الحسب عن لؤمه الكامن ، وقال بعض الشعراء :
لا يكذب المرء إلا من مهانته . . . أو عادة السوء أو من قلة الورع وقال الأصمعي : قيل لرجل معروف بالكذب . هل صدقت ؟ قال : أخاف أن أقول : لا فأصدق . وآفة الكذب النسيان . قال شاعر :
ومن آفة الكذاب نسيان كذبه . . . وتلقاه ذا دهيٍ إذا كان كاذبا
وقال علي بن اللحام شاعر اليتيمة :
تكذب الكذبة يوما . . . ثم تنساها قريبا
كن ذكوراً يا أبا يح . . . يى إذا كنت كذوبا
وقال أبو تمام :
يا أكثر الناس وعدا حشوه خلف . . . وأكثر الناس قولاً حشوه كذب
وقال أحمد بن محمد بن عبد ربه :
صحيفةٌ أفنيت ليت بها فعسى . . . عنوانها راحة الراجي إذا يئسا
وعدٌ له هاجسٌ في القلب قد برمت . . . أحشاء صدري به من طول ما هجسا
يراعةٌ غرني منها وميض سناً . . . حتى مددت إليها الكف مقتبسا
فصادفت حجراً لو كنت تضربه . . . من لؤمه بعصا موسى لما انبجسا
وقال آخر :
وتقول لي قولا أظنك صادقا . . . فأحيء من طمع إليك وأذهب
فإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلسٍ . . . قالوا مسيلمةٌ وهذا أشعب

الصفحة 333