كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 336 """"""
وممن اشتهر بالغدر عمرو بن جرموز : غدر الزبير بن العوام ، وقتله بوادي السباع ، ونذكر ذلك إن شاء الله تعالى في حرب الجمل .
ومن الغدر الشنيع ما فعله عضل والقارة ، روي أنه قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد أحد رهط من عضل والقارة ، فقالوا : يا رسول الله إن فينا إسلاما وخيرا فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويقرئوننا القرءان ، ويعلموننا شرائع الإسلام ، فبعث معهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سبعة نفر من أصحابه ، وهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، وخالد بن البكير حليف بني عدي ابن كعب ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخو بني عمرو بن عوف ، وخبيب بن عدي أخو بني جحجبي بن كلفة بن عمرو بن عوف ، وزيد بن الدثنة أخو بني بياضة بن عامر ، وعبد الله بن طارق ، ومعتب بن عبيد أخو عبد الله لأمه ، وأمر عليهم مرثد ابن أبي مرثد ، وقيل أمر عليهم عاصما ، فخرجوا مع القوم ، حتى إذا كانوا على الرجيع : ماء لهذيل غدروا بهم واستصرخوا عليهم هديلا ، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال في أيديهم السيوف ، فأخذوا أسيافهم ليقاتلوا القوم ، فقالوا : إنا والله ما نريد قتلكم ، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ، فأما مرثد وخالد وعاصم ومعتب فقالوا : والله ما نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا ، فقاتلوا حتى قتلوا ، وأما زيد وخبيب وعبد الله فلانوا ورغبوا في الحياة ، وأعطوا بأيديهم ، فأسروهم وخرجوا بهم إلى مكة ليبيعوهم بها ، حتى إذا كانوا بمر الظهران ، انتزع عبد الله بن طارق يده من القران ، ثم أخذ سيفه واستأخر عن القوم ، فرموه بالحجارة حتى قتلوه ، وقدموا بخبيب وزيد إلى مكة فباعوهما فابتاع خبيبا حجر بن أبي إهاب التميمي حليف بني نوفل لعقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل ليقتله بالحارث ، وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأمية بن خلف ، وروي أن خبيبا لما حصل عند بنات الحارث استعار من إحداهن موسى يستحد بها فما راع المرأة إلا صبي لها يدرج ، وخبيب قد أجلس الصبي على فخذه ، والموسى في يده ، فصاحت المرأة ، فقال خبيب : أتحسبين أني أقتله ؟ إن الغدر ليس من شأننا ، فقالت المرأة : ما رأيت بعد أسيرا قط

الصفحة 336