كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 339 """"""
وسرق رجل في مجلس أنوشروان جاماً من ذهب وهو يراه ، فتفقده الشرابي ، فقال : والله لا يخرج أحد حتى يفتش ، فقال له أنوشروان : لا تتعرض لأحد ، فقد أخذه من لا يرده ، ورآه من لا ينم عليه .
وحكي أن بعض التجار أودع عند قاضٍ بمعرة النعمان وديعةً ، وغاب مدةً ، فلما رجع ، طالب بها ، فأنكرها القاضي ، فتشفع إليه برؤساء بلده في ردها ، فما زالوا به حتى أقر بها ، وادعى أنها سرقت من حرزه ، فاستحلفه المودع فخلف ، فقال ابن الدويدة في ذلك :
لا يصدق القاضي الخؤن إذا ادعى . . . عدم الوديعة من حصين المودع
إن قال قد ضاعت فيصدق أنها . . . ضاعت ولكن منك يعني لو تعي
أو قال قد وقعت فيصدق أنها . . . وقعت ولكن منه أحسن موقع
وقال ابن الحجاج :
وأدعوهم إلى القاضي عساهم . . . إذا وقع اليمين يحلفوني
وأضيع ما يكون الحق عندي . . . إذ عزم الغريم على اليمين
ذكر ما قيل في الكبر والعجب
قال الله عز وجل : " إنه لا يحب المستكبرين " . وقال تعالى : " فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين " . وقال : " أليس في جهنم مثوًى للمتكبرين " . وقال : " كذلك نطبع على كل قلبٍ متكبرٍ جبارٍ " . وقال : " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق " .
وناهيك بهذا زجراً .