كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 344 """"""
ومنهم : من أفرط به الكبر إلى الكفر ، حكي : أن سعيد بن زرارة مرت به امرأة فقالت له : يا عبد الله ، كيف الطريق إلى مكان كذا ؟ فقال لها : أمثلي يكون من عبيد الله .
ومنهم : عبيد الله بن زياد بن ظبيان ، قال له رجل من قومه وقد رأى منه ما أعجبه : كثر الله فينا مثلك ، فقال : لقد كلفتم الله شططا .
ومن أشعار المتكبرين التياهين قول بعضهم :
أتيه على جن البلاد وإنسها
الأبيات ، وقد تقدمت في الحمقى .
وقال آخر :
ألقني في لظًى فإن أحرقتني . . . فتيقن أن لست بالياقوت
صنع النسج كل من حاك لكن . . . ليس داود فيه كالعنكبوت
قال ابن حبارة الحراني المنجنيقي يرد عليه :
أيها المدعي الفخار دع الفخ . . . ر لذي الكبرياء والجبروت
نسج داود لم يفد ليلة الغا . . . ر وكان الفخار للعنكبوت
وبقاء السمند في لهب النا . . . ر مزيلٌ فضيلة الياقوت
وكذاك النعام يلتقم الجم . . . ر وما الجمر للنعام بقوت
ومما هجى به أهل التكبر ، قول جعيفران يهجو سعيد بن مسلم بن قتيبة :
أم سعيدٍ لم ولدتيه . . . ملوثا بالكبر والتيه
ليتك إذ جئت به هكذا . . . حين خريتيه أكلتيه

الصفحة 344