كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 350 """"""
ومنهم من يقول : قولي كذا ، أعني به كذا ، ولا يريد التفسير ، ولكنه يعيد كلامه بصيغة أخرى تكون غير مراده الأول ليفهم عنه .
ومن عيوب اللسان : التمتمة ، والفأفأة ، والعقلة ، والحبسة ، واللفف ، والرتة ، والغمغمة ، والطمطمة ، واللكنة ، والغنة ، واللثغة . فالتمتمة ، قال الأصمعي : إذا تعتع في التاء فهو تمتام ، وإذا ردد في الفاء فهو فأفاء ، قال الراجز :
ليس بفأفاءٍ ولا تمتام . . . ولا كثير الهجر في الكلام .
والعقلة : التواء اللسان عند الكلام ، والحبسة : تعذر النطق ، ولم تبلغ حد الفأفاة ولا التمتام ، ويقال : إنها تعرض أول الكلام ، فإذا مر فيه انقطعت . واللفف : إدخال بعض الكلام في بعض ، قال الراجز :
كان فيه لففاً إذا نطق . . . من طول تحبيسٍ وهم وأرق والرتة : اتصال بعض الكلام ببعض دون إفادة ، والغمغمة : أن تسمع الصوت ولا يتبين تقطيع الحروف ، ولا تفهم معناه ، والطمطمة : أن يكون الكلام شبيها بكلام العجم ، وهي حميرية ، وقالوا : هي إبدال الطاء بالتاء لأنهما من مخرج واحد ، فيقول : السلتان والشيتان ، وأشباه ذلك ، قيل : وكانت في لسان زياد بن سلمى ، وكان خطيباً شاعرا كاتبا ، واللكنة : إدخال بعض حروف العرب في حروف العجم ، وتشترك فيها اللغة التركية والنبطية ، وهي إبدال الهاء حاءً ، وانقلاب العين همزة ، وكانت في لسان عبيد الله بن زياد ، وصهيب الرومي صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وقيل : إن مولًى لزياد ، قال له : أيها الأمير ، أحدوا لنا همار وهشٍ : يريد : أهدوا لنا حمار وحشٍ ، فلم يفهم زياد عنه ، وقال : ويلك ماذا تقول ؟ قال : أحدوا لنا أيراً : يريد عيراً ، فقال زياد : أرجعنا إلى الأول هو خير ، والغنة : أن يشرب الصوت

الصفحة 350