كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 351 """"""
الخيشوم ، والخنة : ضرب منها ، والترخيم : حذف بعض الكلمة لتعذر النطق بها ، واللثغة : إبدال ستة حروف بغيرها ، وهي الهمزة والراء والسين والقاف والكاف واللام ، فالتي تعرض للهمزة ، فهي إبدالها عينا ، فإذا أراد أن يقول : أنت ، قال : عنت وهي مستعملة في لسان التكرور ، وأما التي تعرض في الراء فهي ستة أحرف ، فمنهم من يجعلها غينا معجمة فيقول غمغ : يريد عمر ، وهي غالبة على لسان أهل دمشق ، وإذا اجتمعت الراء والغين في كلمة كقولهم : رغيف ، قال : غريف ، وفغرت بمكان فرغت : فيبدلون كل حرف بالآخر ، قيل : وكانت في لسان محمد بن شبيب الخارجي ، وواصل بن عطاء المعتزلي ، وكان لاقتداره على الكلام ، وغزارة مادته ، يتجنب النطق بها ، وفيه يقول الشاعر من أبيات :
ويجعل البرقمحا في تصرفه . . . وجانب الراء حتى احتال للشعر
ولم يطق مطراً والقول يجعله . . . فعاد بالغيث إشفاقا من المطر
ومنهم من يجعلها عينا مهملة ، فيقول في أزرق : أزعق ، وهي في لسان عوام أهل دمشق ، ومنهم من يجعلها ياءً ، فيقول في عمر : غمى ، ومنهم من يبدلها بالظاء أخت الطاء ، ومنهم من يبدلها همزة ، فإذا أراد أن يقول : رأيت ، قال : أأيت ، وأما التي تعرض للسين ، فإنهم يبدلونها ثاء ، فيقولون : بثم الله ، ويثرة الله : إذا أرادوا بسم الله ، ويسرة الله ، أو أشباه ذلك ، وهي مستحسنة في الجواري والغلمان . قال الشاعر :
وأهيف كالهلال شكوت وحدي . . . إليه لحسنه وأطلت بثي
وقلت له فدتك النفس صلني . . . تحز في الثواب فقال بثي
وأما التي تعرض للقاف ، فإن صاحبها يجعل القاف طاءً ، فإذا أراد أن يقول : قال ، وقلت ، نطق : بطال ، وطلت ، وهي نبطية ، وكانت في لسان أبي مسلم صاحب

الصفحة 351