كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 37 """"""
وقولهم : " عجعج لما عضه الظعان " أي صاح ، والظغان : نسعٌ يشد به الهودج : يضرب لمن يضج إذا لزمه الحق .
وقولهم : " عند الرهان تعرف السوابق " : يضرب لمن يدعي ما ليس فيه .
وقولهم : " عاد الأمر إلى نصابه " : يضرب في الأمر يتولاه أربابه .
وقولهم : " عينك عبري والفؤاد في دد " الدد والددن والددا : اللعب واللهو : يضرب لمن يظهر حزنا لحزنك وفي قلبه خلاف ذلك .
وقولهم : " عرفطةٌ تسقى من الغوادق " ويروى : الغوابق ، العرفطة : شجرةٌ خشنة المس ، والغوادق : السحاب الكثير الماء : يضرب للشرير يكرم ويبجل .
حرف الغين
قولهم : " غدةٌ كغدة البعير وموتٌ في بيت سلولية " قاله عامر بن الطفيل : وذلك أنه لما قدم على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وقدم معه أربد بن قيس أخو لبيد ابن ربيعة العامري الشاعر لأمة ، فقال رجل : يا رسول الله ، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل ، قال : " دعه فإن يرد الله به خيراً يهده " فأقبل حتى قام عليه ، فقال : يا محمد ، مالي إن أسلمت ؟ قال : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم " قال : تجعل لي الأمر بعدك ، قال : " ليس ذاك إلي ، إنما ذاك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء " قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر ، قال : " لا " قال : فما ذا تجعل لي ؟ قال : " أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها " قال : أو ليس ذلك إلى اليوم ؟ وكان قد أوصى إلى أربد بن قيس : " إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه فاضربه بالسيف " فاخترط أربد سيفه شبراً فحبسه الله تعالى فلم يقدر على سله ، فالتفت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فرأى أربد وما يصنع بسيفه ، فقال : " اللهم اكفنيهما بما شئت " فأرسل الله تعالى على أربد صاعقةً في يومٍ صائفٍ صاحٍ فأحرقته ، وولي عامر بن الطفيل هارباً وقال يا محمد ، دعوت ربك فقتل أربد ، والله لأملأنها عليك خيلا جرداً وفتيانا مردا ، فقال : رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " يمنعك الله من ذلك " فسار عامر حتى نزل ببيت امرأة سلولية ، فخرجت على ركبته غدةٌ عظيمة ، فقال : غدة كغدة