كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
البعير وموتٌ في بيت سلولية ، ثم مات على ظهر فرسه ، وسلول أقل العرب وأذلهم ، فسار كلامه مثلا : يضرب في خصلتين إحداهما شرٌ من الأخرى .
وقولهم : " غرني برداك من خدافلي " ويروى : من غدافلي ، أصل المثل أن رجلا استعار بردي امرأة فلبسهما ، ورمى بخلقانٍ كانت عليه ، فاسترجعت المرأة برديها فقاله : يضرب لمن ضيع ماله طمعاً في مال غيره .
حرف الفاء
قولهم : " في وجه المال تعرف أمرته " أي نماءة وخيره ، ويقال : أمرت أموال بني فلان إذا نمت وكثرت : يضرب لمن يستدل بحسن ظاهره على حسن باطنه .
وقولهم : " في بيته يؤتى الحكم " زعمت العرب أن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها ، فانطلقا يختصمان إلى الضب ، فقالت الأرنب : يا أبا الحسل ، قال : سميعاً دعوت ، قالت : أتيناك لنختصم إليك ، قال : عادلا حكتما ، قالت : فاخرج إلينا ، قال : في بيته يؤتى الحكم ، قالت : إني وجدت تمرةً ، قال : حلوةٌ فكليها ، قالت : فاختلسها الثعلب ، قال : لنفسه بغى الخير ، قالت : لطمته ، قال : بحقك أخذت ، قالت : لطمني ، قال : حر انتصر ، قالت : فاقض بيننا ، قال : حدث حديثين امرأةً ، فإن أبت فأربعةً ، فذهبت أقواله كلها أمثالا . وقولهم : " فتًى ولا كمالك " قاله متمم بن نويرة في أخيه مالك لما قتل .
وقولهم : " في دون هذا ما تنكر المرأة صاحبها " أول من قاله جارية من مزينة ، قال الحكم بن صخر الثقفي : خرجت منفرداً فرأيت بإمرة وإمرة موضع ، جاريتين أختين لم أر كجمالهما ، فكسوتهما وأحسنت إليهما ، قال : ثم حججت من قابلٍ ومعي أهلي ، وقد اعتللت ونصل خضابي ، فلما صرت بإمرة ، إذا إحداهما قد جاءت ، فسألت سؤال منكرة ، قال فقلت : فلانة ؟ قالت : فدًى لك أبي وأمي ، وأني تعرفني وأنكرك ؟ قال فقلت : أنا الحكم بن صخر ، قالت : رأيتك عام أول شاباً سوقةً ، وأراك العام شيخاً ملكاً ، وفي دون هذا ما تنكر المرأة صاحبها ، فذهبت مثلا ، قال قلت : ما

الصفحة 38