كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 39 """"""
فعلت أختك ؟ قال : فتنفست الصعداء ، وقالت : تزوجها ابن عم لها وذهب بها ، فذاك حيث تقول
إذا ما قفلنا نحو نجد وأهلها . . . فحسبي من الديا قفولٌ إلى نجد
قال قلت : أما إني لو أدركتها لتزوجتها ، قالت : وما يمنعك من شريكتها في حسنها وجمالها وشقيقتها ؟ قال قلت : يمنعني من ذلك قول كثير حيث يقول
إذا وصلتنا خلة كي تزيلنا . . . أبينا وقلنا الحاجبية أول
فقالت : كثير بيني وبينك ، أليس الذي يقول
هل وصلت عزة إلا وصل غانية . . . في وصل غانية من وصلها خلف
قال : فتركت جوابها عيا .
وقولهم : " فاتكةٌ واثقةٌ بري " زعموا أن امرأة كثر لبنها وطفقت تهريقه ، فقال لها زوجها : لم تهر يقينه ؟ فقالت : فاتكة واثقة بري : يضرب للمفسد الذي وراء ظهره ميسرة .
حرف القاف
قولهم : " قطعت جهيزة قول كل خطيب " أصله أن قوما اجتمعوا يخطبون في صلح بين حيين ، قتل أحدهما من الآخر قتيلا ليرضوا بالدية ، فبينما هم في ذلك ، إذ جاءت أمة يقال لها : جهيزة ، فقالت : إن القاتل قد ظفر به بعض أولياء المقتول فقتله ، فقالوا : قطعت جهيزة قول كل خطيب : يضرب لمن يقطع على الناس ما هم فيه بجهله .
وقولهم : " قبل البكاء كان وجهك عابسا " : يضرب للبخيل يعتل بالإعدام . ومثله : " قبل النفاس كنت مصفرة .

الصفحة 39