كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 40 """"""
وقولهم : " قلب الأمر ظهراً لبطن " : يضرب في حسن التدبير .
وقولهم : " قد شمرت عن ساقها فشمري " : يضرب في الحث على الجد في الأمر .
وقولهم : " قد يضرط العير والمكواة في النار " قاله عرفطة بن عرفجة سيد بني هزان ، وكان بينه وبين الحصين بن نبيت العكلي حروب ووقائع ، فقتلت عكل رجلا من بني هزان ، وأسر عرفطة بن عكل رجلين ، فقال لهما : أيكم أفضل لأقتله بصاحبنا ؟ فجعل الآخر يضرط ، فقال عرفطة : قد يضرط العير والمكواة في النار ، فأرسلها مثلا : يضرب للرجل يخوف بالأمر فيجزع قبل وقوعه . وهذا أحد الأقوال فيه ، وقيل غير ذلك .
وقولهم : " قد بين الصبح لذي عينين " : يضرب في ظهور الأمر كل الظهور .
وقولهم : " قد أنصف القارة من راماها " القارة : قبيلةٌ قد تقدم ذكرها في الأنساب .
وقولهم : " قبل الرماء تملأ الكائن " أي تؤخذ أهبة الأمر قبل وقوعه .
ومثله : " قبل الرمي يراش السهم " : يضرب في تهيئة الآلة قبل الحاجة إليها .
وقولهم : " قلب له ظهر المجن " : يضرب لمن كان لصاحبه على مودة ، ثم حال عن عهده .
وقولهم : " قد ألقى عصاه " إذا استقر من سفر أو غيره ، يقال : إنه لما بويع لأبي العباس السفاح ، قام خطيبا فسقط القضيب من يده ، فقام رجل من القوم وأنشد
فألقت عصاه واستقر بها النوى . . . كما قر عيناً بالإياب المسافر
وقولهم : " قد ونى طرفاه " : يضرب لمن ذل وضعف عن أن يتم له أمر ، قال النجاشي :
وإن فلانا والإمارة كالذي . . . ونى طرفاه بعد ما كان أجدعا

الصفحة 40