كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
رأى الشيخ خير من مشهد الغلام .
إن من السكوت ما هو أبلغ من الجواب .
ومن كلام عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
لكل داخل دهشة فابدءوه بالتحية ، ولكل طاعم حشمة فابدءوه باليمين .
ومن أمثال العرب ما نقلته من كتاب الأمثال للميداني . والميداني : هو أبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري والميداني : بفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الدال المهملة نسبة إلى ميدان زياد ، وهي محلة بنيسابور ، توفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، ووضعته على حروف المعجم .
فمن ذلك ما جاء منها على حرف الهمزة : ترتيب الأمثال على حروف المعجم
حرف الهمزة
تقول العرب : " إن الموصين بنو سهوان " قال الميداني : يضرب لمن يسهو عن طلب شيء أمر به . وبنو سهوان : بنو آدم عليه السلام حين عهد إليه فسها ونسى .
وقولهم : " إن الرثيئة تفثأ الغضب " قال : الرثيئة : اللبن الحامض يخلط بالحلو ، والفثء : التسكين ، وزعموا أن رجلا نزل بقوم وكان ساخطا عليهم ، وكان جائعا فسقوه الرثيئة فسكن غضبه ، فقال هذا المثل : يضرب في الهدية تورث الوفاق .
وقولهم : " إن الحديد بالحديد يفلح " أي يستعان في الأمر الشديد بما يشاكله ويقاويه .
وقولهم : " إن السلامة منها ترك ما فيها " في اللقطة وذم الدنيا .
والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت أن السلامة منها ترك ما فيها وقولهم : " إن العصا من العصية " يقال : إن أول من قال ذلك الأفعى الجرهمي ، ذلك أن نزارا لما حضرته الوفاة جمع بنيه : مضر ، وإيادا ، وربيعة ،

الصفحة 8