كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 9 """"""
وأنمارا ، فقال : يا بني هذه القبة الحمراء وكانت من أدم لمضر ، وهذه الفرس الأدهم والخباء الأسود لربيعة ، وهذه الخادم وكانت شمطاء لإياد ، وهذه البدرة والمجلس لأنمار ، فإن أشكل عليكم كيف تقسمون ، فأتوا الأفعى الجرهمي منزلك بنجران ، فتشاجروا .
في ميراثه ، فتوجهوا إليه ، فبينما هم في سيرهم إذ رأى مضر أثر كلإ قد رعى ، فقال : إن البعير الذي رعى هذا أعور ، وقال ربيعة : إنه لأزور ، وقال إياد : إنه لأبتر ، وقال أنمار : إنه لشرود ، فساروا قليلاً ، فإذا هم برجل يوضع حمله فسألهم عن البعير ، فقال مضر : أهو أعور ؟ قال : نعم ، وقال ربيعة : أهو أزور ؟ قال : نعم ، وقال إياد : أهو أبتر ؟ قال : نعم ، وقال أنمار : أهو شرود ؟ قال : نعم ، وهذه والله صفة بعيري ، فدلوني عليه ، فقالوا : والله ما رأيناه ، فقال : هذا والله الكذب كيف أصدقكم وأنتم تصفونه بصفته ؟ فساروا حتى قدموا نجران ، فلما نزلوا ، نادى صاحب البعير ، هؤلاء أصحاب جملي وصفوا لي صفته ثم قالوا : لم نره ، فاختصموا إلى الأفعى ، فقال لهم : كيف وصفتموه وأنتم لم تروه ؟ فقال مضر : رأيته قد رعى جانبا وترك جانبا فعلمت أنه أعورة وقال ربيعة : رأيت إحدى يديه ثابتة واالثانية فاسدة ، فعلمت أنه أزور لأنه أفسدها بشدة وطئة ، وقال إياد : عرفت أنه أبتر باجتماع بعره ولو كان ذيالاً لمصع به ، وقال أنمار : عرفت أنه شرود ، لأنه يرعي في المكان الملتف نبته ثم يجوزه إلى مكان أرق منه ، فقال الأفعى : ليسوا بأصحاب جملك فاطلبه ، ثم سألهم : من أنتم ؟ فأخبروه بخبرهم ، وبما جاءوا له ، فأكرمهم ، وقال أتحتاجون إلي وأنتم كما أرى ؟ ثم أنزلهم وذبح لهم شاة ، وأتاهم بخمر ، وجلس لهم الأفعى بحيث لا يرى : فقال ربيعة : لم أر كاليوم أطيب لحما لولا أن شاته غذيت بلبن كلبة ، وقال مضر : لم أر كاليوم أطيب خمرا لولا أن حبلته نبتت على قبر ، فقال إياد : لم أر كاليوم رجلاً