كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 4)
التي ذكرناها (¬١) فالمُشْعِر (¬٢) بالأمر النفسي الألفاظ المقترنة بقول القائل: افعل، أم هي في حكم التفسير لقول القائل: افعل، وهذا تردد قريب (¬٣).
ثم ما نقله النَّقَلة يختص بقرائن المقال على ما فيه من الخَبْط (¬٤)، فأما قرائن الأحوال فلا ينكرها أحد (¬٥). وهذا هو التنبيه على سر مذهب أبي الحسن، والقاضي، وطبقة الواقفية" (¬٦). هذا كلام إمام الحرمين.
ثم قال المصنف: صيغة "افعل" تَرِد لستة عشر معنى:
الأول: الإيجاب، كقوله تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (¬٧).
الثاني: الندب، كقوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} (¬٨)
---------------
(¬١) وهي: حتمًا، وواجبًا.
(¬٢) هكذا في جميع النسخ، وفي البرهان ١/ ٢١٤: ما المشعر. وكلاهما صحيح, لأن قوله: "فالمشعر بالأمر النفسي الألفاظ المقترنة. . .". تقديره: فالمشعر بالأمر النفسي هل هو الألفاظ المقترنة. . . إلخ.
(¬٣) يعني: هل الأمر النفسي مستفادٌ مِنْ صيغة: افعل، ويكون: حتمًا وواجبًا - تفسيرًا لكلمة: افعل، أم الأمر مستفاد من الألفاظ المقترنة وهي: حتمًا وواجبًا؟ وهذا تردد قريب.
(¬٤) يعني الذين نقلوا مذهب الشيخ يختص نقلهم بقرائن المقال، ونقلهم عن الشيخ فيه خبط.
(¬٥) قرائن المقال: هي الألفاظ الدالة على المعنى. وأما قرائن الأحوال: فهي حال المتكلم، كأن يكون ملكًا فيفيد أمره الوجوب مثلًا.
(¬٦) انظر: البرهان ١/ ٢١٣ - ٢١٥.
(¬٧) سورة الأنعام: الآية ٧٢.
(¬٨) سورة النور: الآية ٣٣.