كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 4)

واعلم أن صيغة "افعل" حقيقة في الوجوب، مجاز في غيرها، على الصحيح، كما ستعرفه إن شاء الله تعالى، والعلاقة التي بين الواجب والمندوب والإرشاد حتى أُطلقت عليهما (¬١) صيغة "افعل" هي المشابهة المعنوية (¬٢).
الرابع: الإباحة، كقوله تعالى: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} (¬٣) (¬٤).
الخامس: التهديد، (كقوله تعالى) (¬٥): {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} (¬٦)، ومن التهديد الإنذار، كقوله تعالى: {قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} (¬٧)، وقد جعله (¬٨) جماعة قسمًا آخر، ولا شك في ثبوت الفرق بينهما، إذِ
---------------
(¬١) أي: على المندوب والإرشاد؛ لأنه لا بد من علاقة تربط المعنى المجازي بالحقيقي.
(¬٢) لاشتراكها في الطلب. انظر: حاشية البناني على المحلى ١/ ٣٧٢, نهاية السول ٢/ ٢٤٧.
(¬٣) سورة المؤمنون: الآية ٥١.
(¬٤) التمثيل بهذه الآية من دقة الشارح رحمه الله تعالى، فإن بعض الشراح مَثَّل بقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}، قال الإسنوي: "وفيه نظر، فإن الأكل والشرب واجبان لإحياء النفوس، فالصواب حمل كلام المصنف على إرادة قوله تعالى: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ}، ثم إنه يجب أن تكون الإباحة معلومة من غير الأمر حتى تكون قرينة لحمله على الإباحة كما وقع العلم به هنا". نهاية السول ٢/ ٢٤٧، ٢٤٨.
(¬٥) سقطت من (ص)، و (غ).
(¬٦) سورة فصلت: الآية ٤٠.
(¬٧) سورة إبراهيم: الآية ٣٠.
(¬٨) أي: الإنذار.

الصفحة 1022