كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 4)

وكذلك الإنذار (¬١)، وكيف وهو مقترن بالوعيد! بل قد ذهب قوم إلى أن الكبائر: هي المُتَوَعَّدُ عليها (¬٢).
السادس: الامتنان: {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} (¬٣)، والفرق بينه وبين الإباحة أن الإباحة مجرد إذن، وأنه لا بد من اقتران الامتنان بذكر احتياج الخلق إليه، وعدم قدرتهم عليه، ونحو ذلك (¬٤)، كالتعرض في هذه الآية إلى أن الله تعالى هو الذي رزقه. والعلاقة بين الامتنان والوجوب المشابهة في الإذن؛ إذِ الممنون لا يكون إلا مأذونًا فيه (¬٥).
السابع: الإكرام: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} (¬٦)، فإن قرينة قوله: {بِسَلَامٍ آمِنِينَ} يدل عليه (¬٧). والعلاقة أيضًا الإذن.
---------------
(¬١) كأن الشارح رحمه الله تعالى يرد على صفي الدين الهندي الذي جعل الإنذار = = قد يكون ظاهره التحريم، وقد لا يكون. وتابعه على ذلك الزركشي. انظر: نهاية الوصول ٣/ ٨٤٨، البحر المحيط ٣/ ٢٧٧.
(¬٢) انظر: الزواجر عن اقتراف الكبائر ١/ ٥.
(¬٣) سورة الأنعام: الآية ١٤٢.
(¬٤) انظر: نهاية السول ٢/ ٢٤٨، شرح المحلي على الجمع ١/ ٣٧٣، شرح الكوكب ٣/ ٢٢، فواتح الرحموت ١/ ٣٧٢.
(¬٥) انظر: نهاية السول ٢/ ٢٤٨، شرح الكوكب ٣/ ٢٢.
(¬٦) سورة الحجر: الآية ٤٦.
(¬٧) أي: على الإكرام في قوله: {ادْخُلُوهَا}.

الصفحة 1024