كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 4)

في الآية احتجاج على المقصود.
والإنصاف يُوجب حَمْلَ الأمر والمخالفة على ما ذكرنا؛ اتساقًا للكلام، ورعايةً على أصول العربية.
قال: (الرابع: تارك الأمور به عاصٍ؛ لقوله تعالى: {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} (¬١)، {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} (¬٢). والعاصي يستحق النار؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (¬٣). قيل: لو كان العصيانُ تركَ الأمر - لتكرر قوله: {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (¬٤) قلنا: الأول ماض أو حال، والثاني مستقبل. قيل: المراد الكفار بقرينة الخلود. قلنا: الخلود المكث الطويل).
الدليل الرابع: تارك المأمور به عاصٍ، وكل عاصٍ يستحق العقاب، فتارك المأمور به (¬٥) يستحق العقاب. ولا معنى للوجوب إلا ذلك.
بيان الأول: بقوله تعالى: {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي}، وقوله: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ}، وكذا قوله: {وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} (¬٦)، وما قدمناه من شعر العرب.
---------------
(¬١) سورة طه: الآية ٩٣.
(¬٢) سورة التحريم: الآية ٦.
(¬٣) سورة الجن: الآية ٢٣.
(¬٤) سورة التحريم: الآية ٦.
(¬٥) سقطت من (ت).
(¬٦) سورة الكهف: الآية ٦٩.

الصفحة 1058