كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 4)

في المضارع مشهور، فيكون أولى من مجازَيْن في الفعل والحرف، وأحدهما قليل جدًا (¬١) " (¬٢).
الوجه الثاني: أنا لا نسلم كلية المقدمة الثانية، ونقول: ليس المراد بقوله: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} (¬٣) كلَّ عاصٍ، بل الكفار فقط، ويدل على ذلك قوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}، فإن غير الكافي لا يخلد في النار.
أجاب عنه: بأن الخلود في اللغة: المكث الطويل الصادق على الدائم وغيره، وليس هو الدائم فقط، بل هو (¬٤) حقيقة في القدر المشترك حذرًا من الاشتراك والمجاز (¬٥).
فإن قلت: فما تفعل في قوله: {أَبَدًا}؟ .
قلت: لا ينافي ذلك؛ إذ قد يُطلق ويراد به المدة الطويلة، كما في قوله: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} (¬٦)، والكفار يتمنون الموت في جهنم، ألا ترى إلى قولهم فيها: {يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (¬٧).
---------------
(¬١) وهو استعمال "لا" لنفي الماضي.
(¬٢) انظر: نفائس الأصول ٣/ ١٢٣٩ - ١٢٤١، بتصرف من الشارح، وتقديم وتأخير.
(¬٣) سورة الجن: الآية ٢٣.
(¬٤) سقطت من (ت)، و (غ).
(¬٥) أي: حذرًا من أن نطلق الخلود على الدائم وغيره بطريق الاشتراك، أو نطلقه على الدائم حقيقة وغيره مجازًا.
(¬٦) سورة البقرة: الآية ٩٥.
(¬٧) سورة الزخرف: الآية ٧٧.

الصفحة 1062