كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

كيت وكيت، فاعلموا أنِّي أحللتُها له.
فإذا وُجِد النكاح بتلك الشروط - عرفنا الإحلال الأزلي، ويجوز أنْ يكون الحادث مُعَرِّفًا للقديم، كما أن العالَم يُعَرِّفنا وجودَ الباري سبحانه وتعالى، ووحدانيتَه، وليس (¬١) علة له.
واسم الصانع اشْتَهَر على ألسنة المتكلمين في هذا المثال، ولم يَرِد في الأسماء (¬٢)، وقُرِئ في الشواذ: "صَنْعَةَ الله" (¬٣)، بالنون، فَمَن اكتفى في إطلاق (¬٤) الأسماء (¬٥) بورود الفعل يكتفي بمثل ذلك (¬٦).
وما ذكره المصنف من الجواب يحسن إيراده على وجهين:
أحدهما: على سبيل المنع ابتداء، فيقال: لا نسلم أنَّ النكاح والطلاق ونحوهما عِلَل، وإنما هي مُعَرِّفات.
والثاني: على سبيل الاستفسار، فيقال: إنْ أردتَ بالعلل المعرِّفات فمسلمٌ ولا يفيدك، وإنْ أردت المؤثرات فممنوع.
---------------
(¬١) في (ص) و (ك) (و (غ): "فليس".
(¬٢) أي: لم يرد "الصانع" في الأسماء الحسنى الواردة في الحديث.
(¬٣) في هامش (غ) ص ١٩: الأولى الاستدلال بقوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}.
(¬٤) سقطت من (ص).
(¬٥) في (غ): "الاسم".
(¬٦) يعني: مَنْ يكتفي في إثبات الأسماء لله تعالى بورود الفعل أو المصدر - يكتفي في مثل هذا بذلك؛ فيطلق على الله تعالى اسم "الصانع" بناءً على ورود المصدر.

الصفحة 129