كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 4)

قَصْد المتكلم، وما يدل عليه. فقوله (¬١): {فَانْكِحُوا} خطابٌ لمخاطَبِين لم يتحقق دخول العبيد في موضوعه، بل بحسب ما يريد التكلم مِنْ مخاطبِه، فإذا دلَّ دليل في آخر الكلام أو في أوله على المراد - حُمِل عليه، وهنا قد دَلَّ دليلٌ في آخره وهو قوله: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، وفي أوله وهو: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} (¬٢)، فإنه إنما يخاطَب به مَنْ يلي أمرَ اليتيم، والعبد لا يلي أمرَ اليتيم.
فقلتُ: الخطاب الأول (¬٣) لجميع الناس الأحرار والعبيد، بدليل قوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} (¬٤).
فقال: لنا في الجواب طريقان:
أحدهما: ما قررناه غير مرة مِنْ أن (¬٥) أَيًّا (¬٦) نكرة وهي المنادى، (ووُصِفت) (¬٧) بالناس، فالألف واللام في "الناس" للعهد، والمعهود هي النكرة المقصودة، وهو الذي ناداه المتكلم، والعهد متقدم (¬٨) على العموم.
---------------
(¬١) في (ت)، و (غ): "بقوله". وهو خطأ.
(¬٢) سورة النساء: الآية ٣.
(¬٣) وهو قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا. . .}.
(¬٤) سورة النساء: الآية ١.
(¬٥) سقطت من (ت).
(¬٦) أي: في قوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ. . . .}.
(¬٧) في (ص): "وُصِف" وفي (غ): "ووصف" فيكون الضمير عائدًا إلى "المنادى".
(¬٨) في (ص): "مقدم".

الصفحة 1547