كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

بالقرآن فرضًا؛ لما ادعوا أنَّ الفرض: ما (¬١) ثبت بالقرآن، والواجب: ما ثبت بالسنة (¬٢).
(والمندوب: ما يحمد فاعله، ولا يذم تاركه).
لك أنْ تجعل "ما" بمعنى الذي، كما قال في الواجب. وأن تجعلها نكرةً، أي: فعل (¬٣)، وهو جنس للخمسة.
و"يحمد فاعله": خرج به المباح، والحرام، والمكروه.
"ولا يذم تاركه": خرج به الواجب.
و(¬٤) العموم المستفاد من النفي في قوله: "ولا يذم تاركه" أغنى عن التقييد بقوله: قصدًا مطلقًا (¬٥).
وفي بعض النسخ: "يمدح" مكان "يحمد"، وقد تقدم الكلام في الخطبة
---------------
(¬١) في (ت): "إنما".
(¬٢) انظر هذه المسألة في: المحصول ١ / ق ١/ ١٢٠، شرح الكوكب المنير ١/ ٣٥١، أصول السرخسي ١/ ١١١، شرح العضد على ابن الحاجب ١/ ٢٢٨ - ٢٣٢، المستصفى ١/ ٢١٣، مسلم الثبوت ١/ ٥٨.
(¬٣) يعني: إما أنْ نجعل "ما" موصولة، بمعنى الذي، فهى من المعارف، أو أنْ نجعلها نكرة بمعنى فعل.
(¬٤) سقطت الواو من (ت).
(¬٥) يعني: قوله: "ولا يذم تاركه" يفيد نفي الذم بأيِّ وجه من الوجوه، لأنَّ الفعل في سياق النفي يعم كالنكرة، فلا يحتاج إلى التقييد بقوله: ولا يذم تاركه قصدًا مطلقًا، لأنَّ هذا مندرج في عموم قوله: "ولا يذم تاركه".

الصفحة 155