كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)

اللفظ المجمل إما أن يكون مجملًا بالنسبة إلى حقائقه إنْ كان ذا (¬١) حقائق، أوْ لا.
والأول: هو المشترك، كقوله تعالى: {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} , فإنه مجملٌ بالنسبة إلى حقيقتيه، أعني: الطهر والحيض - عند مَنْ يقول: إنَّ القرء موضوعٌ لهما وَضْعًا أوَّلًا، وهو الصحيح.
والثاني: إما أن يكون بالنسبة إلى أفراد حقيقة واحدة أوْ لا.
والأول: مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}، فإن لفظ "البقرة" موضوع لحقيقة واحدة معلومة ولها أفراد، والمراد واحدٌ منها مُعَيَّن، على كلامٍ فيه، سيأتي إن شاء الله في الفصل التالي لهذا.
والثاني: أن يكون الإجمال في الخارج عما وُضع له اللفظ، وإنما يكون ذلك بأن تنتفي الحقيقة، أي: يَظْهَر إرادةُ عدمها، وتتكافأ مجازاتها، أي: تتساوى و (¬٢) أما إذا ترجَّح أحد المجازات فيتعيَّن العملُ به، ولا يكون اللفظ مُجْملًا. وللترجيح أسباب ذَكَرها في الكتاب:
أحدها: أن يكون أقرب إلى الحقيقة من المجاز الآخر (¬٣)، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صلاة إلا بطُهور" (¬٤). . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
(¬١) سقطت من (غ).
(¬٢) سقطت الواو من (ت)، و (غ).
(¬٣) سقطت من (ت).
(¬٤) مثل الأصفهاني في شرحه ١/ ٤٣٨، والإسنوي في نهاية السول ٢/ ٥١٤، والبدخشي في مناهج العقول ٢/ ١٤٣، والجزري في معراج المنهاج ١/ ٤٠٦: بحديث: =

الصفحة 1567