كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)

البعض فقط، وذلك البعض يصح أن يكون هو الأخير أو غيره (¬١).
الثالث: المجمل بواسطة استثناء المجهول، كما تقدم في العام إذا خُصَّ بمجهول، كما في قوله تعالى: {إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} (¬٢).
والرابع: المجمل بواسطة التركيب، كقوله تعالى: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (¬٣)، فإنَّ مَنْ بيده العقدة يحتمل أن يكون هو الزوج أو الولي؛ ولذلك اختلف العلماء فيه: فأخذ بالأول الشافعي (¬٤)، وبالثاني مالك (¬٥) رحمهما الله.
والخامس: المجمل بسبب التردد في عود الضمير إلى ما تقدمه، كقولك: كلما عَلِمه الفقيه فهو كما عَلِمه. فإن الضمير في "هو" مترددٌّ بين العود إلى الفقيه، وإلى معلوم الفقيه. والمعنى يكون مختلفًا، حتى إنه إذا
---------------
(¬١) فيصح أن يكون هو زيد، أو طبيب، أو أديب. انظر: شرح المحلي على الجمع ٢/ ٦٢.
(¬٢) سورة المائدة: الآية ١. سورة الحج: الآية ٣٠.
(¬٣) سورة البقرة: الآية ٢٣٧.
(¬٤) في قوله الجديد، وأخذ به أيضًا أبو حنيفة وأصحابه، والثوري، وابن شبرمة، والأوزاعي، وأحمد، وابن جرير الطبري رضي الله عنهم جميعًا.
(¬٥) والشافعي في القديم، وروي عن علقمة، والحسن، وعطاء، وطاوس، والزهري، وربيعة، وزيد بن أسلم، وإبراهيم النخعي، وعكرمة في أحد قوليه، ومحمد بن سيرين في أحد قوليه. انظر: الجامع لأحكام القرآن ٣/ ٢٠٦، تفسير ابن كثير ١/ ٢٨٩، زاد المسير ١/ ٢٨١، أحكام القرآن للجصاص ١/ ٤٣٩، أحكام القرآن لابن العربي ١/ ٢١٩.

الصفحة 1574