كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)
الثامن: الإجمال بصلاحية اللفظ لمتشابهين بوجهٍ ما، كالنور: للعقل، ونور الشمس (¬١).
التاسع: بصلاحيته لمتماثلين، كالجسم (¬٢): للسماء، والأرض. والرَّجل: لزيد، وعمرو. قال الغزالي: "وقد يكون موضوعًا لهما من غير تقدم وتأخر (¬٣)، وقد يكون مستعارًا لأحدهما من الآخر، كقولك: الأرض أُمُّ البشر. والأم إنما وضعت للوالدة" (¬٤).
وهذا كله في الإجمال في اللفظ، والمصنف جَعَل اللفظ مَوْرد التقسيم، فأفهم بذلك أن الإجمال لا يكون في الفعل، وليس بجيد، بل قد يكون فيه (¬٥) (¬٦).
---------------
(¬١) وجه الشبه بينهما هو الاهتداء بكلٍّ منهما. وقد أُورد على هذا المثال: أن إطلاق النور على العقل مجازي، وعلى نور الشمس حقيقي، ولا إجمال في مجرد ثبوت معنى حقيقي ومعنى مجازي للفظ. وأجيب: بأن استعماله في العقل مجاز مشهور، والمجاز المشهور بمنزلة الحقيقة، فيكون اللفظ بمنزلة المشترك، وإن لم تصر الحقيقة مرجوحة. انظر: حاشية البناني على المحلي ٢/ ٦١.
(¬٢) وهو المركب من جزأين فصاعدًا. انظر: حاشية البناني ٢/ ٦١.
(¬٣) الذي في "المستصفى": "وتأخير".
(¬٤) انظر: المستصفى ٣/ ٥٧ - ٥٨ (١/ ٣٦١).
(¬٥) انظر صور الإجمال في اللفظ في: المحصول ١/ ق ٣/ ٢٣٣، الحاصل ١/ ٥٨٧، التحصيل ١/ ٤١٣، نهاية الوصول ٥/ ١٨٠٥، نهاية السول ٢/ ٥٠٨، السراج الوهاج ٢/ ٦١٤، مناهج العقول ١٤٢٢ /، الإحكام ٣/ ٩، المستصفى ٣/ ٥٧ (١/ ٣٦١)، المحلي على الجمع ٢/ ٦٠، البحر المحيط ٥/ ٦٣، البرهان ١/ ٤٢١، نشر البنود ١/ ٢٧٦، العضد على ابن الحاجب ٢/ ١٥٨، فواتح الرحموت ٢/ ٣٢، تيسير التحرير ١/ ١٦٠، شرح الكوكب ٣/ ٤١٥، نزهة الخاطر ٢/ ٤٣.
(¬٦) لأن مجرد وقوع الفعل لا يدل على وجه وقوعه، إلا أنه قد يقترن به ما يدل على =