كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)
قال: (الفصل الثاني: في المبيَّن.
وهو: الواضح بنفسه أو بغيره. مثل: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (¬١) , {وَاسْأَلِ الْقَريةَ} (¬٢)، وذلك الغير يسمى مُبَيِّنًا).
المبيَّن، بفتح الياء: وهو (¬٣) ما اتضحت دلالتَه بالنسبة إلى معناه (¬٤) وهو على قسمين:
أحدهما: الواضح بنفسه: وهو الكافي في إفادة معناه. وذلك إما لأمر راجع إلى اللغة، مثل: قوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، أو بالعقل، مثل: قوله: {وَاسْأَلِ الْقَريةَ}، فإن حقيقة هذا اللفظ طلب السؤال من الجدران، لكن العقل صَرَفَنا عن ذلك، وقضى بأن المراد به (¬٥) الأهل (¬٦). وهذا على كلام في القرية تقدم في المجاز بالنقصان. هذا ما ذكره المصنف في الواضح بنفسه، وأهمل ما يكون بسبب التعليل وهو ضربان:
---------------
(¬١) سورة البقرة: الآية ٢٨٢. سورة النور: الآيات ٣٥، ٦٤. سورة الحجرات: الآية ١٦. سورة التغابن: الآية ١١.
(¬٢) سورة يوسف: الآية ٨٢.
(¬٣) في (ص)، و (غ): "هو".
(¬٤) انظر: لسان العرب ١٣/ ٦٧، مادة (بين).
(¬٥) سقطت من (ت).
(¬٦) قال الأصفهاني رحمه الله تعالى: "وإنما سُمِّي هذا القسم (أي: الواضح بالعقل) الواضح بنفسه وإن توقف على العقل؛ لِتَعَيُّن المضمر من غير توقف". انظر: شرح الأصفهاني على المنهاج ١/ ٤٤٥، نهاية السول ٢/ ٥٢٤.