كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)

قوله: "فإنه أدل"، أي: علة جواز البيان بالفعل أنه أدلُّ من القول على المقصود؛ لأن فيه مشاهدة. ومن الأمثال: "ليس الخبر كالمعاينة", وهو مروي، رواه أحمد بن محمد المُلْحَمي (¬١) - وهو ضعيف - عن علي بن الجعد (¬٢) عن شعبة عن قتادة عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله. (ورواه أحمد بن حنبل من حديث ابن عباس بإسناد صحيح، والطبراني من حديث أنس (¬٣)، والخطيب في "التاريخ" من وجه آخر موضوع) (¬٤) (¬٥).
---------------
(¬١) هو أحمد بن محمد بن حرب، أبو الحسن المُلْحَميّ الجرجانيّ. قال ابن عديّ: "مشهور بالكذب ووضع الحديث" وقال أيضًا: "يتعمد الكذب، ويُلَقِّن فيتلقَّن". انظر: الكامل ١/ ٢٠٣، ميزان ١/ ١٣٤، لسان ١/ ٢٥٨. ملاحظة: بيَّن الذهبي - رحمه الله - معنى التلقين في سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢١٠): هو أن الراوي "يحدِّثهم بالحديث فيتوقَّف فيه، ويَتَغَلَّطُ، فيردُّون عليه، فيقول. ومثل هذا غضٌّ عن رتبة الحفظ؛ لجواز أن فيما رُدَّ عليه زيادةً أو تغييرًا يسيرًا".
(¬٢) هو علي بن الجعد بن عبيد الجوهريّ، أبو الحسن البغداديّ مولى بني هاشم. قال ابن حجر: "ثقة ثبت رمي بالتشيع". قال ابن عدي: "ما أرى بحديثه بأسًا، ولم أرَ في رواياته إذا حَدَّث عن ثقةٍ حديثًا منكرًا فيما ذكره، والبخاري مع شدة استقصائه يروى عنه في صِحَاحه". مات سنة ٢٣٠ هـ. انظر: تهذيب ٧/ ٢٨٩، تقريب ص ٣٩٨، الكامل ٥/ ١٨٥٦ - ١٨٥٧.
(¬٣) سقطت من (ت)، و (غ).
(¬٤) انظر: نهاية السول ٢/ ٥٢٨.
(¬٥) انظر: مسند أحمد ١/ ٢٧١، تاريخ بغداد ٣/ ٣٦٠ (عن أنس رضي الله عنه)، ٦/ ٥٦، ٨/ ١٢ (عن ابن عباس رضي الله عنهما)، ٨/ ٢٨ (عن أبي هريرة رضي الله عنه). وأخرجه ابن حبان ١٤/ ٩٦ - ٩٧، حديث رقم ٦٢١٣، ٦٢١٤. والحاكم في المستدرك ٢/ ٣٢١، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قال الهيثمي =

الصفحة 1592