كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

فقد (¬١) فَسَدَت الألسن، وتَغَيَّرت الفُهُوم، فيُحتاج إليه كما يُحتاج إلى النحو.
واعلم أن كمال رتبة الاجتهاد تتوقف (¬٢) على ثلاثة أشياء:
أحدها: (التَّكَيُّف بالعلوم) (¬٣) التى يتهذب بها الذهن: كالعربية، وأصول الفقه، وما يُحتاج إليه من العلوم العقلية في صيانة الذهن عن الخطأ (¬٤)، بحيث تصير هذه العلوم ملكةً للشخص فإذ ذاك يُثَق بفهمه لدلالات الألفاظ من حيث هي هي، وتحريرهُ لصحيح (¬٥) الأدلة من فاسدها، والذي نشير إليه من العربية وأصول الفقه كانت الصحابة (أعلم به منا) (¬٦) من غير تعَلُّم، وغاية المتعلّم منا أن يصل إلى (أن يفهم) (¬٧) بعض فهمهم، وقد يُخطئ وقد يصيب.
الثاني: الإحاطة بمعظم قواعد الشريعة، حتى يَعرف أن الدليل الذي ينظر فيه مخالف لها أو موافق.
---------------
(¬١) سقطت من (ت).
(¬٢) في (ت): "يتوقف".
(¬٣) في (ص): "التاكيف بالعلوم". وهو سهو من الناسخ، والمعنى: هو أن يفهم العلومَ حتى يصير له ملكة فيها.
(¬٤) ويقصد به علم المنطق الذي هو: قانونٌ تعصم مراعاتُه الذهنَ عن الخطأ في فِكْره. انظر، إيضاح المبهم من معاني السُّلَّم، للدمنهوري: ٤.
(¬٥) في (ص): "تصحيح".
(¬٦) في (ت)، و (ك): "أعلم منا به".
(¬٧) سقطت من (ص)، و (ك).

الصفحة 17