كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)
أبان (¬١)، كما توهمه بعض الشارحين (¬٢).
ومن أمثلة المرسل: احتجاج المخالفين بحديث أبي العالية: أن ضريرًا دخل المسجد فوقع في حفرةٍ في المسجد، فضحك بعض مَنْ كان خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَن ضحك منكم فليُعِد الوضوء والصلاة" (¬٣).
فنقول: أبو العالية تابعي، والمرسل عندنا لا حجة فيه.
فإن قلت: روى الشافعي عن مالكٍ عن الزهري عن سعيدٍ وأبي سَلَمة (¬٤): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشفعة فيما لم يُقسم، فإذا وقعت الحدودُ فلا شفعة" (¬٥)، وهذا قد احتج به الشافعي، وهو سيد المنكرين للمراسيل.
---------------
(¬١) بل هو مغاير، كما بينته.
(¬٢) كالإسنوي رحمه الله تعالى، والصواب معه. انظر: نهاية السول ٣/ ١٩٩.
(¬٣) انظر: السنن الكبرى ١/ ١٤٨. وتلخيص الحبير ١/ ١١٥.
(¬٤) هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشيُّ الزهريّ. قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل. ولد سنة بضع وعشرين. كان ثقةً فقيهًا، كثير الحديث مجتهدًا، كبير القدر حجة. أرضعته أم كلثوم أخت عائشة رضي الله عنهما، فعائشة خالته من الرضاعة. كان - رضي الله عنه - كثيرًا ما يخالف ابنَ عباس رضي الله عنهما، فحُرِم لذلك علمًا كثيرًا. توفي سنة ٩٤ هـ. وهو ابن ٧٢ سنة. انظر: سير ٤/ ٢٨٧، تهذيب ١٢/ ١١٥.
(¬٥) أخرجه البخاري في الصحيح ٢/ ٧٧٠، كتاب البيوع، باب بيع الشريك من شريكه، رقم ٢٠٩٩، وفي عدة مواضع أخرى. انظر الأرقام: ٢١٠٠، ٢١٠١، ٢١٣٨، ٢٣٦٣، ٢٣٦٤، ٦٥٧٥. وأخرجه مسلم ٣/ ١٢٢٩، في كتاب المساقاة، باب الشفعة، رقم ١٦٠٨. وأبو داود ٣/ ٧٨٤، في كتاب البيوع والإجارات، باب الشفعة، رقم ٣٥١٤. والترمذي ٣/ ٦٥٢ - ٦٥٣، كتاب الأحكام، باب ما جاء إذا حُدَّت الحدود ووقعت السهام فلا شفعة، رقم ١٣٧٠، وقال: هذا حديث حسن صحيح. =