كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)
قلت: ستعرف أن مراسيل سعيد عندنا مقبولةٌ؛ لكونها مسانيد، وكذا مراسيل أبي سلمة بن عبد الرحمن. وهذا الحديث قد رُوي بهذا الإسناد مسندًا، فروى أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني (¬١)، وابن أبي قتيلة وعبد الملك الماجشون (¬٢) عن مالكٍ عن الزهري عن سعيدٍ وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قاله.
قال: (لنا: أن عدالة الأصل لم تُعلم فلا تقبل. قيل: الرواية تعديل. قلنا: قد يروي عن غير العدل. قيل: إسناده إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقتضي الصدق. قلنا: بل السماع. قيل: الصحابة أرسلوا وقُبِلت (¬٣). قلنا: لِظَنِّ السماع).
---------------
= وابن ماجه ٢/ ٨٣٤، كتاب الشفعة، باب إذا وقعت الحدود فلا شفعة، رقم ٢٤٩٧.
(¬١) هو الضَّحَّاك بن مَخْلَد بن الضَّحَّاك بن مُسلم بن الضَّحَّاك، أبو عاصم النبيل الشيبانيُّ مولاهم - ويقال: من أنفُسِهم - البصريّ. الإمام الحافظ شيخ المحدثين الأثبات. ولد سنة ١٢٢ هـ. قال أبو يعلى الخليليّ: "متفق عليه زُهدًا وعلمًا وديانة وإتقانًا". قال البخاري: سمعت أبا عاصم يقول: منذ عَقَلْتُ أنَّ الغيبة حرامٌ ما اغتبتُ أحدًا قطّ. توفي - رحمه الله - سنة ٢١٢ هـ. انظر: سير ٩/ ٤٨٠، تهذيب ٤/ ٤٥٠، تقريب ص ٢٨٠.
(¬٢) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن الماجِشُون التيميُّ مولاهم، أبو مروان المدنيُّ المالكيُّ، تلميذ الإمام مالك - رضي الله عنه -. كان مفتي أهل المدينة في زمانه، وكان ضريرًا، قيل: إنه عَمِىَ في آخر عمره. قال ابن حجر رحمه الله: "مفتي أهل المدينة، صدوقٌ له أغلاطٌ في الحديث، من التاسعة، وكان رفيق الشافعي، مات سنة ثلاث عشرة" أي: ٢١٣ هـ. انظر: سير ١٠/ ٣٥٩، تهذيب ٦/ ٤٠٧، تقريب ص ٣٦٤.
(¬٣) في (ت): "وقُبِل".