كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)
والإمام في "المحصول" قال: "إنَّ هذا فيما إذا لم تقم الحجة بإسناده" (¬١). لكن في كلامه بعد ذلك ما (¬٢) يخالف هذا، فإنه ذكر عن الحنفية ما (¬٣) اعترض به القاضي (¬٤). وعلى التقديرين فيه نظر:
أما الأول: فَلِمَا ذكره القاضي.
وأما الثاني: فلأن الضعيف إذا انضم إليه الضعيف لا يُوجب العملَ به. كذا ذكروه.
ولك أن تقول: قد يحصل الظن بالضعيفين حالة اجتماعهما، كما عرفت.
ومنها: أن يُعلم من المرسِل أنه لو نَصَّ لنَصَّ على مَنْ يسوغ قبول خبره (¬٥).
قال: "وأقبل مراسيل سعيد بن المسيَّب؛ لأني اعتبرتها فوجدتها كذلك (¬٦). قال: ومَنْ هذا حاله أحببتُ مراسيله، ولا أستطيع أن أقول: إن
---------------
= ١/ ١٧٥، وجامع التحصيل ص ٤١.
(¬١) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٦٦٠، وقول الحافظ ابن حجر رحمه الله مبينًا لهذا الجواب في النكت على ابن الصلاح ٢/ ٥٦٧.
(¬٢) في (ت): "مما".
(¬٣) في (ت): "مما".
(¬٤) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٦٦١ - ٦٦٣.
(¬٥) انظر: الرسالة ص ٤٦٣.
(¬٦) قال الشافعي رحمه الله: "إرسال ابن المسيب عندنا حسن". انظر: الكفاية ص ٥٧١.