كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)
وروى الآخر: "نصفُ شاةٍ" (¬١): فالحق عند الجمهور منهم الإمام وأتباعه أنها لا تقبل ويتعارضان، وخالف أبو عبد الله البصري (¬٢).
لنا: أنه حصل التعارض؛ لأن أحدهما إذا روى "شاةٌ" فقد رواه بالرفع، والآخر إذا روى "نصفُ شاةٍ" فقد رواه بالجر، والرفع والجر ضدان، فوجب المصير إلى الترجيح (¬٣).
ونقل إمام الحرمين في "البرهان" من غير تعرض لهذه الشروط - عن الشافعي وسائر المحققين قبولَ الزيادة من الراوي الموثوق به (¬٤).
---------------
= أربعين شاةً شاةٌ". وهذا لفظ أبي داود، والبقية بلفظ مقارب. قال الترمذي: حديث حسن. وقال في العِلَل: "سألت محمدَ بنَ إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون محفوظًا". وقد صححه الحاكم، وأقره الذهبي. انظر: الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج ص ١٧٦ - ١٧٧.
(¬١) هذا ليس بحديث، وإنما ذكره مثالًا لزيادة أحد الراويين على الآخر زيادةً تُغَيِّر الإعراب. انظر: الابتهاج ص ١٧٧.
(¬٢) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٦٧٩، نهاية الوصول ٧/ ٢٩٥١ - ٢٩٥٣، الإحكام ٢/ ١١١، شرح الكوكب ٢/ ٥٤٤، فواتح الرحموت ٢/ ١٧٣، البحر المحيط ٦/ ٢٣٧، ٢٤٢ - ٢٤٣. وانظر: نكت ابن حجر (٢/ ٦٨٦ - ٦٢٤) فهو غاية في الأهمية، والمسألة بالجملة متشعبة، ولها تفاصيل كثيرة، وتستحق الإفراد بالبحث لأهميتها البالغة. انظر: تقريرات الشربيني على حاشية البناني ٢/ ١٤٠ - ١٤١. قال ابن تيمية رحمه الله: "هذه المسألة ذات شُعب واشتباه بغيرها". المسودة ص ٣٠٢.
(¬٣) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٦٨٠.
(¬٤) انظر: البرهان ١/ ٦٦٢، البحر المحيط ٦/ ٢٣٥.