كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)
الذي أسْند إليه الزيادة والنقصان متحدًا، والإعراب متحدًا - فالاعتبار بكثرة المرات (¬١)؛ لأن حمل الأقل على السهو أولى من حمل الأكثر عليه.
قال الإمام: "وإن تساويا (¬٢) قُبِلت الزيادة" (¬٣).
ومثال الأول: أن سفيان بن عيينة روى عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله (¬٤) عن عمته عائشة بنت طلحة (¬٥) عن عائشة رضي الله عنها،
---------------
(¬١) يعني فالزيادة غير معتبرة؛ لأن الراوي رواها مرة، وأسقطها مرات، والأكثر مرجَّح على الأقل. قال الهندي في نهاية الوصول ٧/ ٢٩٥٤: "فإن كانت أقل لم تقبل الزيادة، إلا أن يصرِّح بنسيانه وسهوه في المرات الكثيرة، وبذكره لها في المرات القليلة، فها هنا تقبل للتصريح بذلك". ومفهوم كلامه: "وكان المجلس متحدًا": أنه إن أسند الزيادة إلى مجلسين - قبلت الزيادة، سواء غيَّرت إعراب الباقي، أو لم تغيِّر. انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٦٨٠.
(¬٢) أي: تساوت مرات الزيادة، مع مرات النقصان، من الراوي الواحد الذي أسند الزيادة والنقصان إلى مجلس واحد، والإعراب متحد. قال الإمام: "وإن أسندهما إلى مجلسٍ واحد فالزيادة إن كانت مغيِّرةً للإعراب: تعارضت روايتاه، كما تعارضتا من راويين". المحصول ٢/ ق ١/ ٦٨٠. وانظر: شرح الكوكب ٢/ ٥٤٥ - ٥٤٦، المحلي على الجمع ٢/ ١٤٢.
(¬٣) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٦٨١.
(¬٤) قال ابن حجر - رحمه الله - عنه في التقريب ص ٢٨٣: "صدوق، يخطئ، من السادسة، مات سنة ثمانٍ وأربعين. م ٤". وانظر: تهذيب ٥/ ٢٧.
(¬٥) هي عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمية، أمها أم كلثوم أخت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهن. كانت أجملَ نساء زمانها وأرأسَهُنَّ، وحديثها مخرَّجٌ في الصِّحاح. قال عنها ابن معين: ثقةٌ حجة. وقال العجلي: مدنية تابعية ثقة. وقال أبو زرعة الدمشقي: حَدَّث عنها الناسُ لفضلها وأدبها. بقيت إلى قريب من سنة ١١٠ هـ =