كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)

قلنا: بل في كل عصر؛ لأن المقصود العمل، ولا عمل في القيامة).

اتفق أكثر المسلمين على أن الإجماع حجةٌ شرعية يجب العمل به على كل مسلم، وخالف في ذلك الشيعة والخوارج والنَّظَّام (¬١). ونقل ابن الحاجب أنَّ النظام يُحيل الإجماع (¬٢)، وهو خلاف نقل الجمهور عنه (¬٣)، وقد صرح الشيخ أبو إسحاق في "شرح اللمع" بأنه لا يُحيله (¬٤)، وهو أصح النقلين.
واعلم أن النظام المذكور هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام كان يَنْظِم الخرز (¬٥) بسوق البصرة، وكان يُظهِر الاعتزال، وهو الذي تُنسب إليه
---------------
(¬١) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٤٦، نهاية الوصول ٦/ ٢٤٣٦، الإحكام ١/ ٢٠٠، تيسير التحرير ٣/ ٢٢٧، فواتح الرحموت ٢/ ٢١٣، العضد على ابن الحاجب ٢/ ٣٠، شرح التنقيح ص ٣٢٤.
(¬٢) انظر: العضد على ابن الحاجب ٢/ ٢٩، بيان المختصر ١/ ٥٢٥، وكذا قال ابن بَرْهان. انظر: الوصول إلى الأصول ٢/ ٦٧. وقال المجد - رحمه الله - في المسودة ص ٣١٥: "والمشهور عن النظام إنكار تصوره"، وكذا عزى إليه ابن النجار في شرح الكوكب ٢/ ٢١٣، والبخاري في كشف الأسرار ٣/ ٢٢٧.
(¬٣) انظر: التلخيص ٣/ ٧ - ٨، القواطع ٣/ ١٩١، البرهان ١/ ٦٧٥، المعتمد ٢/ ٤، العدة ٤/ ١٠٦٤، التمهيد لأبي الخطاب ٣/ ٢٢٤.
(¬٤) انظر: اللمع ص ٨٧، شرح اللمع ٢/ ٦٦٦، ٦٦٨.
(¬٥) في اللسان ١٢/ ٥٧٨: "النَّظْم: التأليف. نَظَمَه يَنْظِمُه نَظْمًا ونِظامًا ونَظَّمته فانْتَظَم وتَنَظَّم. ونَظَمْتُ اللؤلؤ: أي جمعتُه في السِّلك، والتنظيمُ مِثْله، ومنه نَظَمْت الشِّعر ونَظَّمتُه، ونَظَمَ الأمرَ على المثَل. وكلُّ شيءٍ قرنتَه بآخر أو ضممتَ بعضَه إلى بعض فقد نَظَمْتَه. . . . والنِّظَامُ: ما نَظَمْتَ فيه الشيء من خيطٍ وغيره". وانظر: المصباح المنير ٢/ ٢٨٢.

الصفحة 2035