كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 5)

وعِتْرتي (¬١) " (¬٢).
وأما المعنى ولم يذكره المصنف: فإنَّ أهل البيت مَهْبِط الوحي والنبي - صلى الله عليه وسلم - منهم وفيهم، فالخطأ عليهم أبعد.
ولم يذكر المصنف الجوابَ عما استدلوا به:
والجواب عن الآية: أنَّا وإنْ سلمنا انتفاء الرجس في الدنيا فلا نسلم أن الخطأ رِجسٌ.
ومنهم مَنْ أجاب: بأنَّ ظاهر الآية في أزواجه عليهم السلام؛ لأنَّ ما قبلها وما بعدها خطاب معهن؛ لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (¬٣). قال الإمام: "ويجري هذا (مجرى قولِ) (¬٤) الواحد لابنه: تعَلَّم وأطعني إنما أريد لك الخير. ومعلومٌ أنَّ هذا
---------------
(¬١) قال ابن الأثير - رحمه الله - في النهاية ٣/ ١٧٧: "عِتْرة الرجل: أخَصُّ أقاربه، وعِتْرةُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: بنو عبد المطلب. وقيل: أهل بيته الأقربون، وهم أولادُه وعليٌّ وأولاده. وقيل: عترته الأقربون والأبعدون منهم".
(¬٢) أخرجه الترمذي في السنن ٥/ ٦٢١، كتاب المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم ٣٧٨٦، وقال: "هذا حديث حسن غريب". وفيه زيد بن الحسن الأنماطي وهو ضعيف. انظر: تقريب ص ٢٢٣. لكن للحديث شواهد كثيرة من حديث أبي ذر، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد. وحديث زيد بن أرقم أخرجه مسلم ٤/ ١٨٧٣ في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، رقم ٢٤٠٨. وانظر: مسند أحمد ٣/ ١٤، ١٧، ٢٦، ٥٩، فضائل الصحابة لأحمد، أحاديث رقم ١٧٠، ١٠٣٢، ١٤٠٣.
(¬٣) سورة الأحزاب: ٣٣.
(¬٤) في المحصول ٢/ ق ١/ ٢٤٢: "المجرى قولُ". وعلَّق المحقِّق بأن هذا هو المناسب، وأن =

الصفحة 2064