كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 6)
قال: (احتجوا بوجوه الأول قوله تعالى: {لَا تُقَدِّمُوا}، {وَأَنْ تَقُولُوا}، {وَلَا تَقْفُ}، {وَلَا رَطْبٍ}، {إِنَّ الظَّنَّ}.
قلنا الحكم مقطوع والظن في طريقه)
ذكر من شُبَهِ الخصوم ستة:
أولها: ما تعلقوا به من الكتاب وذلك في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬١) والقول بالقياس تقديم بين يدي الله ورسوله، إذ هو قول بغير الكتاب والسنة.
وأيضًا فالقياس إنَّما يفيد الظنّ، والظنّ منهي عنه لقوله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (¬٢).
وقوله: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (¬٣) أي ولا تتبع ما لا (¬٤) تعلم، نهي عمّا ليس بعلم، ومن جملته الظنّ.
وأيضًا قوله تعالى: {وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (¬٥) يقتضي الاستغناء عن القياس.
وأيضًا قوله: {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} (¬٦).
---------------
(¬١) سورة الحجرات: الآية الأولى.
(¬٢) سورة الأعراف: من الآية ٣٣.
(¬٣) سورة الإسراء: من الآية ٣٦.
(¬٤) في (غ): لم.
(¬٥) سورة الأنعام: من الآية ٥٩.
(¬٦) سورة النجم من الآية ٢٨.