كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 6)
العمل بالقياس.
والجواب: أنَّ ذلك معارض بنقل الزيدية (¬١) منهم، حيث نقلوا إجماع العترة على وجوب العمل به مع أنّ إجماع العترة غير حجة كما سبق (¬٢).
الخامس: أنّ القياس يؤدي إلى الخلاف والمنازعة، وكلّ ما كان كذلك فهو منهي عنه.
أما الصغرى (¬٣)؛ فلأن القياس مبني على الظنّ، وهو مختلف باختلاف القياسين.
أما بيان الكبرى (¬٤)؛ فلقوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا} (¬٥) نهى عن النزاع، فاستلزم ذلك النهي عمّا يُفضي إليه.
والجواب: أنّ الآية إنّما وردت في مصالح الحروب؛ لقرينة قوله: {فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (¬٦) أو أنَّها محمولة على النزاع فيما يتعين فيه
---------------
= سورة الأنفال" اهـ.
(¬١) الزيدية: أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي - رضي الله عنه - ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة رضي الله عنها ولم يجوزوا ثبوت إمامة في غيرهم. ينظر: الملل والنحل للشهرستاني: ١/ ٢٠٧ - ٢٠٩.
(¬٢) ينظر ص: ٢٠٦٢ وما بعدها.
(¬٣) أي دليل المقدمة الصغرى وهي قوله: "أنَّ القياس يؤدي إلى الخلاف والمنازعة".
(¬٤) أما المقدمة الكبرى: فقوله: "وكلّ ما كان كذلك فهو منهي عنه".
(¬٥) سورة الأنفال من الآية ٤٦.
(¬٦) سورة الأنفال من الآية ٤٦.