كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 6)
الضرورية في حفظ النفوس؛ لأنّه لو لم يجب به القصاص لفات المقصود من حفظ النّفوس؛ لأنَّ من يريد قتل إنسان، والحالة هذه يَعْدِل عن المحدّد (¬١) إلى المثقل درءًا للقصاص عن نفسه، والمثقل ليست فيه زيادة مؤنة على المحدد حتّى يقال: لا يكثر به القتل (¬٢) بسبب تلك المؤنة كما يكثر في المحدد (¬٣) فعدم وجوب القصاص فيه لا يفضي إلى الهرج والمرج بل المثقل أسهل من المحدد لوجوده غالبًا من غير عوض (¬٤).
وأما الثاني: فكإيجاب القصاص على أحد الوجهين عندنا بالقتل بغرز الإبرة في غير مقتل بحيث لا يعقب ألمًا وورمًا (¬٥) ظاهرًا، وكذا إبانة فلقة (¬٦) خفيفة من اللّحم على ما ذكره إمام الحرمين (¬٧) ونظائر ذلك فإنّه يظهر منه أنَّه ليس من قبيل رعاية المصالح الضرورية، إذ لا يفضي ذلك إلى الهلاك إلا نادرًا فأشبه السوط (¬٨) الخفيف (¬٩).
---------------
(¬١) في (ت): المحدّ.
(¬٢) في (غ): النقل.
(¬٣) في (ت): المحدود.
(¬٤) ينظر المثال في نهاية الوصول: ٨/ ٣٢٩٩.
(¬٥) والورم: محركة: نتوء، وانتفاخ. ورِمَ كورث: انتفخ (القاموس المحيط: ص ١٥٠٦ مادة "ورم").
(¬٦) والفلقة: فَلَقَهُ يَفْلِقُه شقه وفي رجله فلوق شقوق، و {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [سورة الأنعام ٩٥] خالقه أو شاقه بإخراج الورق منه. (القاموس المحيط: ص ١١٨٦ مادة "فلق").
(¬٧) ينظر: روضة الطالبين: ٩/ ١٢٤، ومغني المحتاج للشربيني: ٤/ ٥.
(¬٨) (السوط) ليس في (غ).
(¬٩) ينظر المثال في نهاية الوصول: ٨/ ٣٢٩٩.