كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

منه مُطَاوِع (¬١)، لكن يصح استعمال تَقَدَّس هنا (¬٢) لموافقة المُجَرَّد (¬٣). وقد قال الراجز:
الحمد لله العلي القادس (¬٤).
ومن جملة معاني تَفَعَّل أن يوافق المجرَّد، وإن لم يُنطق بالمجرَّد ههنا في الفعل (¬٥)، وقد قال الفراء (في قوله تعالى: {تَبَارَكَ} (¬٦)) (¬٧) أنَّ معناه: تَقَدَّس (¬٨).
---------------
(¬١) في (ص): "مضارع". وهو خطأ.
(¬٢) سقط من (ص).
(¬٣) أي: يصح استعمال تَقَدَّس هنا في كلام الماتن: "تَقَدَّس مَنْ تَمَجَّد بالعظمة والجلال"؛ لأنَّ هذا الفعل موافق للمجرد في كونه غير متأثّرٍ بغيره، وهو الفعل قَدَّس.
(¬٤) القادس اسم فاعل من الفعل المجرد قَدَس، لكنه لم تنطق به العرب، كما سيذكر الشارح.
(¬٥) يعني: أن تفعَّل يأتي بمعنى الفعل المجرد، وهنا تَقَدَّس بمعناه، ولذلك لم تذكر القواميس استعمال قَدَس فِعْلًا مجرَّدًا، كاللسان: ٦/ ١٦٨، والصحاح: ٣/ ٩٦٠، والقاموس: ٢/ ٢٣٩، والمصباح المنير: ٢/ ١٥٠. قال الشيخ أحمد الحملاوي في "شذا العرف": ٤٦: وربما أغنت هذه الصيغة (أي: صيغة تَفَعَّل) عن الثلاثي؛ لعدم وروده كتَكَلَّم وتَصدَّى. اهـ. فالعرب لم تنطق بـ: كَلَم وصَدَى، لكن تَكَلَّم بمعنى كَلَمَ، وتَصَدَّى بمعنى صَدَى.
(¬٦) سورة الفرقان: ١.
(¬٧) في (ص): "في قوله تبارك وتعالى". وهو خطأ.
(¬٨) انظر، معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٦٢.

الصفحة 24