كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 2)

وللمصنف في الفراء (¬١) أسوة في استعماله تَقَدَّس.
وكذلك السهيلي (¬٢) وهو من المتقنين في العلم، وقع في كلامه: تَقَدَّس سبحانه عن مضاهاة الأجسام. وقُدُّوس مثل سُبُّوح.
كان سيبويه (¬٣) يفتح أولهما، والمشهور الضَمُّ فيهما. والتسبيح: التنزيه، ولم يَرد السُبُّوح في القرآن، ولا في حديث أبي هريرة، ولكن جاء
---------------
(¬١) هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الأسدي ولاءً، الكوفي. قيل له: الفَرَّاء؛ لأنه كان يَفْري الكلام. قال ثعلب: "لولا الفَرَّاء لما كانت عربيةٌ، لأنه خلّصها وضبطها. . .". وقال بعضهم: "الفَرَّاء أمير المؤمنين في النحو". وكان يحب الكلام ويميل إلى الاعتزال، وكان متدينًا متورّعًا، على تِيهٍ وعُجْبٍ وتعظّم. من مصنفاته: معاني القرآن، اللغات، المصادر في القرآن، وغيرها. توفي بطريق مكة سنة ٢٠٧ هـ.
انظر، تاريخ بغداد: ١٤/ ١٤٩، الأنساب: ٤/ ٣٥٢، سير: ١٠/ ١١٨، تهذيب: ١١/ ٢١٢، بغية: ٢/ ٣٣٣.
(¬٢) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد، أبو القاسم وأبو زيد السُّهيلي - نسبة إلى سُهَيْل: قرية بالقرب من مالَقَة - الخَثْعمِي الأندلسي المالَقِي - مدينة بالأندلس - المالكي الحافظ. كان عالمًا بالعربية واللغة والقراءات، بارعًا في ذلك، جامعًا بين الرِّواية والدِّراية، عالمًا بالتفسير وصناعة الحديث، حافظًا للرجال والأنساب، عارفًا بعلم الكلام والأصول، حافظًا للتاريخ، صاحب اختراعات واستنباطات. كفَّ بصره وهو ابن سبع عشرة سنة. من مصنفاته: "الروض الأنف" في شرح السيرة، التعريف والإعلام بما في القرآن من الأسماء والأعلام، مسألة السِّر في عَوَر الدِّجال، مسألة رؤية الله والنبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام. توفي بمراكش سنة ٥٨١ هـ.
انظر، الديباج المذهب: ١/ ٤٨٠، بغية الوعاة: ٢/ ٨١.
(¬٣) في (ص): س.

الصفحة 25