كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 6)
وهذا بعد (¬١) ورود الشرع فأمّا قبله، فقد تقدّم تقريره في مسألة حكم الأشياء قبل ورود الشرع (¬٢).
واستدل المصنف على أنّ الأصل في المنافع الإباحة بآيات:
الأولى: قوله تعالى: {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (¬٣) واللام (¬٤) تقتضي التّخصيص بجهة الانتفاع، فيكون الانتفاع (¬٥) بجميع ما في الأرض جائزًا إلّا الخارج بدليل.
والثانية: قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} (¬٦) أنكر على من حرّم زينته، فوجب أن لا تثبت حرمتها ولا حرمة شيء منها وإذا انتفت الحرمة ثبتت الإباحة.
والثالثة: قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} (¬٧) واللام في لكم للاختصاص (¬٨) على جهة الانتفاع كما عرفت، وليس المراد بالطيبات
---------------
(¬١) ورود الشرع فأمّا قبله، فقد تقدّم تقريره في مسألة حكم الأشياء قبل) ساقط من (ت).
(¬٢) ينظر ص: ٣٨٠ وما بعدها.
(¬٣) سورة البقرة من الآية ٢٩.
(¬٤) في (ص): واللازم.
(¬٥) (الانتفاع) ليس في (ت).
(¬٦) سورة الأعراف من الآية ٣٢.
(¬٧) سورة المائدة من الآية ٥.
(¬٨) اللام المفردة ثلاثة أقسام: عاملة للجر، وعاملة للجزم، وغير عاملة. والذي يعنينا الأولى. فاللام الجارة لها اثنان وعشرون معنى: نذكر بعضها على سبيل الاختصار:
أحدها: الاستحقاق، وهي الواقعة بين معنى وذات، نحو الحمد لله، والعزة لله، =