كتاب الإبهاج في شرح المنهاج - ط دبي (اسم الجزء: 6)
قال النووي في الأذكار حديث حسن (¬١)، وجه الاحتجاج: أنّ الحديث دال على نفي الضرر، وليس المراد نفي وقوعه ولا إمكانه فدلّ على أنَّه لنفي الجواز.
ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - في لفظ آخر للحديث رواه أبو داود (¬٢) والترمذي (¬٣) وابن ماجه (¬٤): "من ضارّ أضرّ الله به" (¬٥). وإذا انتفى الجواز ثبت التحريم وهو المدعى.
تنبيه: الضرر ألم القلب كذا قاله الأصوليون واستدلوا عليه بأن الضرب يسمى ضررًا، وكذا تفويت المنفعة والشتم والاستخفاف (¬٦) فجعل اللفظ اسمًا للمشترك بين هذه الأمور وهو ألم القلب دفعا للاشتراك والذي قاله أهل اللغة أنّ الضرر خلاف النفع وهو أعمّ من هذه المقالة (¬٧).
---------------
(¬١) قال النووي: حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهم مسندًا ورواه مالك في الموطأ مرسلا فأسقط أبا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا. ينظر: الأربعين النووية ص ٧٤ حديث رقم ٣٢، وفيض القدير: ٦/ ٤٣١، ونصب الراية: ٤/ ٣٨٥.
(¬٢) في السنن كتاب الأقضية (١٨) باب أبواب القضاء (٣١) ٤/ ٤٩ - ٥٠.
(¬٣) في السنن كتاب البر والصلة (٢٨) باب ما جاء في الخيانة والغش (٢٧) ٤/ ٣٣٢.
(¬٤) في السنن كتاب الأحكام (١٣) باب من بني في حقه (١٧) ٢/ ٧٨٥.
(¬٥) والحديث بتمامه: "من ضارَّ أضرّ الله به، ومن شاقّ شقّ الله عليه". وقد أخرجه أيضًا أحمد في المسند: ٣/ ٤٥٣، والبغوي في شرح السنة: كتاب البيوع (١١) باب إحياء الموات والشرب (١٤) الحديث (٢٢١٨) ٢/ ٣٧١.
(¬٦) (الاستخفاف) ليس في (غ)، (ت).
(¬٧) ينظر: المحصول للرازي: ج ٢/ ق ٣/ ١٤٣، ونهاية الوصول للصفي الهندي: ٨/ ٣٩٤٨، وقواطع الأدلة: ٢/ ٥٠ - ٥٤.